يصوت الأميركيون قبل يوم الانتخابات بأعداد تاريخية هذا العام. ويشمل ذلك الجمهوريين، الذين يبدو أنهم يستجيبون بشكل إيجابي لرسالة جديدة من الرئيس السابق دونالد ترامب والذي قال فيها لا بأس من التصويت المبكر. وفتحت عشرات الولايات مواقع التصويت المبكر شخصيًا، وكان الإقبال قويًا. وفي جورجيا، أدلى أكثر من 1.6 مليون شخص بأصواتهم شخصيًا بحلول منتصف صباح يوم الثلاثاء أي ما يقرب من ثلث إجمالي الأصوات قبل أربع سنوات.
وبلغ عدد الناخبين في ولاية كارولينا الشمالية 1.4 مليون يوم الثلاثاء، وهو اليوم السادس من التصويت المبكر.
وفي نيفادا، تفوق عدد الجمهوريين الذين صوتوا شخصيًا على الديمقراطيين وهو عكس ما كان عليه الحال قبل أربع سنوات.
وعلى الصعيد الوطني، أدلى أكثر من 20 مليون أميركي بأصواتهم شخصيًا أو عن طريق البريد حتى الآن هذا العام، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. وهذا أكثر من 10% من إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم قبل أربع سنوات.
ولكن ما هو أقل وضوحا هو ما إذا كان الاندفاع الأولي لحماس التصويت سوف يستمر وإلى أي مدى يعكس تحولا من معدلات التصويت عبر البريد العالية قبل أربع سنوات أثناء جائحة فيروس كورونا.
ويبدو أن مشاركة الجمهوريين تعكس جزئيًا على الأقل تغير موقف ترامب بشأن التصويت المبكر، والذي انتقده دون أساس في عام 2020 باعتباره مليئًا بالاحتيال، لكنه روج له بشدة في موسم حملته الانتخابية هذا.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، قال ترامب أمام حشد من أتلانتا في أول أيام التصويت المبكر في جورجيا: "إذا كان لديك بطاقة اقتراع، فأعدها على الفور. وإذا لم يكن لديك، فاذهب غدًا في أقرب وقت ممكن للذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت".
وقمع خطاب ترامب في عام 2020 التصويت بالبريد والتصويت المبكر بين مؤيديه. وربط البعض في الحزب الجمهوري هذه الهجمات بانخفاض نسبة الإقبال وحتى الخسائر في بعض أنحاء البلاد، بما في ذلك في انتخابات الإعادة في جورجيا في 5 يناير/كانون الثاني 2021، والتي كلفت الحزب السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي.
وتبنى الديمقراطيون التصويت المبكر لسنوات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يترك فرصة أقل للصدفة في يوم الانتخابات، عندما يمكن للجداول الزمنية المزدحمة أو سوء الأحوال الجوية أو المرض أن يمنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع.
ويسمح التصويت المبكر أيضًا للحملات بأن تكون أكثر كفاءة في استخدام الموارد مع اقتراب يوم الانتخابات من خلال تركيز الاهتمام على مجموعة أصغر وأصغر من الناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم بعد.
وكان العديد من أعضاء الحزب الجمهوري قد شجعوا ترامب على تغيير موقفه بشأن التصويت المبكر والتصويت بالبريد كوسيلة لتسوية الملعب مع الديمقراطيين، وقد تبنى آخرون في الحزب بحماس دفعه للتصويت المبكر.
من جانبه وجه الرئيس الأميركي جو بايدن انتقادات لاذعة لسلفه دونالد ترامب، الثلاثاء، مشيرا إلى أن زعماء العالم "مرعوبون" مما يمكن أن تفعله عودته إلى البيت الأبيض بالنسبة لـ"الحكم الديمقراطي" في جميع أنحاء العالم.
وقال بايدن، في إشارة على وجه التحديد إلى رحلته إلى ألمانيا الأسبوع الماضي: "في كل اجتماع دولي أحضره، يسحبونني جانبا، زعيم تلو الآخر، بهدوء ويقولون /جو، لا يستطيع الفوز/، ديمقراطيتي على المحك".
وأضاف بايدن: "أميركا تبتعد، من يقود العالم؟ من؟ سموا دولة".
جاءت تعليقات بايدن خلال ما كان يفترض أن يكون خطابا رصينا إلى حد ما حول الرعاية الصحية في نيو هامبشير.
ودخلت انتخابات تعد نتائجها من بين الأكثر تقاربا في العصر الحديث في الولايات المتحدة مرحلتها الأخيرة، الثلاثاء، إذ يتوجّه دونالد ترامب إلى الناخبين اللاتينيين في وقت تجري شبكة وطنية مقابلة مع كامالا هاريس.
وتضخّ الحملتان مئات ملايين الدولارات في محاولة أخيرة لكسب تأييد أي ناخبين لم يحسموا قراراتهم بعد يمكن أن يقلبوا النتيجة لصالح طرف أو آخر، فيما تظهر الاستطلاعات بشكل متكرر أن المرشّحين متعادلان تقريبا قبل أسبوعين من الانتخابات.
ومهما تكن النتيجة، سيسجّل الأميركيون فصلا في التاريخ يوم الخامس من نوفمبر إذ إنّهم إما سينتخبون أول امرأة على رأس القوّة الأكبر في العالم أو أنهم سيختارون رئيسا سابقا أدين بتهمة جنائية.
وأظهرت الاستطلاعات مؤخرا تقدّم ترامب البالغ 78 عاما والذي يعد المرشّح الأكبر سنا عن حزب رئيسي في تاريخ الولايات المتحدة، بفارق ضئيل، ولكن مع هامش للخطأ، وهو أمر لا يعد مريحا جدا للرئيس السابق الذي يترشّح للمرة الثالثة على التوالي للبيت الأبيض.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :