يستمر الوسطاء في المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لسد «فجوات»، وسط حديث إسرائيلي عن «أيام حاسمة» لعقد صفقة جزئية.
وأفاد مصدر فلسطيني تحدث لـ«الشرق الأوسط» بأن «الفجوات لا تزال مستمرة على طاولة المفاوضات بسبب طرح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عراقيل جديدة، بطلب جديد خاص بالرهائن، يتمثل في إطلاق سراح 11 رهينة من عمر الشباب مع القائمة المتفق عليها والتي تضم 23 آخرين»، وسط تحفُّظ من «حماس» ومطالبتها بإعادة الحديث بشأن مقابلهم من الأسرى الفلسطينيين، الذي حددته بنحو 200 إلى 300 عن كل أسير بما يصل إجمالاً إلى 3 آلاف، وهو ما يلاقي رفضاً إسرائيلياً.
ويتوقع المصدر أن الصفقة الجزئية تنتظر «الحسم» هذا الأسبوع بين لقاءات بالقاهرة والدوحة، لسد الفجوات، وإنهاء عراقيل نتنياهو باتفاق يحدث قبل بدء الرئيس الأميركي المنتخب ولايته في 20 يناير (كانون الثاني) على أن يُعْلَن ويُنَفَّذ على الأرجح، بداية العام المقبل.
قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، إن إسرائيل وافقت على الإفراج عن نحو 200 فلسطيني من الصادر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد، لكن ثمة خلاف على هوية الأسرى الذين سيطلق سراحهم، وسط استبعاد الإفراج عن القيادي الأسير مروان البرغوثي، رغم الحديث عن تقدم بمحادثات وقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إحدى النقاط الخلافية الرئيسية تتعلق بعدد السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين تطالب إسرائيل باستثنائهم من الصفقة، إذ طالبت إسرائيل بحق النقض (الفيتو) على إطلاق سراح 65 سجيناً أمنياً فلسطينياً، ما تعتبره حركة "حماس" عقبة رئيسية في المفاوضات.
ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع قوله إن "السجين الأمني مروان البرغوثي، الذي يعتبر من أبرز القيادات الفلسطينية، لن يتم إطلاق سراحه حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي".
من جهة أخرى، توقّع مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات حل القضايا الخلافية بنهاية ديسمبر الجاري، إذ تأتي هذه التطورات في ظل ترقب إقليمي ودولي كبير، حيث تشكل صفقة التبادل المرتقبة خطوة مهمة في تهدئة الأوضاع وتعزيز فرص تحقيق الاستقرار في المنطقة.
في المقابل، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصدر فلسطيني قوله إن إسرائيل وافقت على الإفراج عن نحو 200 فلسطيني من الصادر ضدهم أحكام بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية، لكن ثمة خلاف حتى اللحظة على هوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.
ونفى مصدر إسرائيلي للصحيفة ذاتها أنباء عن الإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، في إطار الصفقة، ونفيه إلى تركيا.
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة على المفاوضات بين حماس وإسرائيل، أن المحادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة وصلت إلى مرحلة "شبه نهائية"
ويعمل الوسطاء في قطر ومصر مع طواقم فنية من حماس وإسرائيل لإتمام تفاصيل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار من خلال الاتفاق على آليات التنفيذ التي سيتولى الوسطاء الدوليون الإشراف على تطبيقها.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصدراً سياسياً رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية نقل سلسلة من الرسائل إلى عائلات محتجزين إسرائيليين لن يتم إدراجهم في أولى مراحل الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى مع حماس، إذ وصف أحد الأشخاص مضمون الرسائل، التي تم نقلها سراً عبر طرف ثالث بأنها "مخيفة ومقلقة للغاية".
وقال المسؤول، الذي وصفته الصحيفة بأنه "ليس من الوزراء المطيعين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، للعائلات إنه وفقاً لهذه الرسائل، لا يوجد الآن سوى اتفاق جزئي واحد، لن يتضمن أي التزام صريح أو آلية واضحة حول كيفية مواصلة المفاوضات من أجل الإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين.
وأوضحت الرسائل أن الاتفاق "ليس في الأفق بعد، ولا يوجد فرصة لمعرفة ما سيحدث هذا العام، ومن المحتمل جداً ألا يحدث حتى في الوقت القصير المتبقي بعمر الإدارة الأميركية الحالية بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة".
وقال مسؤول في "حماس" الأربعاء، إن إسرائيل ترفض، الموافقة على الإفراج عن كبار الأسرى، وتصر على إبعاد ذوي الأحكام العالية إلى خارج فلسطين.
ووفقاً للرسائل التي نقلها المصدر السياسي المعروف بمقاربته المتشددة، فإن فرق التفاوض من جميع الأطراف منخرطة في صياغة إطار الهيكل التفصيلي.
وبحسب الهيكل التفصيلي، الذي تمت مناقشته لعدة أشهر، عندما استؤنفت المفاوضات فعلياً الشهر الماضي، هناك اتفاق على أن من بين نحو 50 من المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة، سيتم إطلاق سراح النساء (بما في ذلك المجندات) والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، كجزء من الاتفاق الإنساني.
وتعتبر "حماس" جميع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، جنوداً، لكن الجدل الذي لا يزال قائماً بين الطرفين يتعلق بأي من هؤلاء سيتم تعريفه على أنه مريض وسيتم إدراجه في إطار الاتفاق الإنساني، ومن سيترك إلى وقت لاحق.
وتتناول الخطوط العريضة الآن عملياً صفقة واحدة منفصلة لبعض الرهائن فقط، بينما تشير إلى بضع جمل وبطريقة غامضة للغاية إلى صفقة ثانية.
لكن المصدر الإسرائيلي أشار إلى أن ذلك يعكس احتمالين، أولهما: "تحديد جزء يكاد يكون بديهياً ونشره عدة مرات، لكن لم يلاحظه سوى القليل وهو حساس جداً للجمهور، ويحتمل أن يثير احتجاجاً كبيراً من شأنه أن يعرقل الصفقة، في ظل قلق نتنياهو من أن يؤدي الاتفاق الكامل الذي سيشمل أيضاً تلبية مطلب حماس بإنهاء الحرب إلى إنهاء الائتلاف".
وهناك دافع آخر محتمل هو العكس، يتعلق بالترويج للصفقة الكبرى، وقال المصدر إنه "في الأشهر الأخيرة، حدث تغيير في معسكر عائلات المختطفين من اليمين ومن بين المستوطنين، الذين أسسوا مجموعات مختلفة للتعبير عن دعم أولي ومفاجئ للاتفاق، بما في ذلك صفقة تتضمن إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة، بصورة تضمن عودة جميع الرهائن، أحياء وأموتاً".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :