بولندا تدعم طلب ترمب زيادة إنفاق الناتو الدفاعي إلى 5 من الناتج المحلي

قال وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن بلاده تدعم طلب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بزيادة الإنفاق الدفاعي لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، حتى لو استغرق الأمر 10 سنوات.

ويخطط كوسينياك كاميش لتقديم خطط بولندا بشأن الإنفاق الدفاعي، خلال اجتماع في وارسو، الاثنين، مع نظرائه من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، إذ تعد بولندا العضو الأقرب في الحلف لتلبية الهدف الجديد، إذ خصصت 4.7% من ناتجها المحلي للدفاع هذا العام، وهي أعلى نسبة في التحالف العسكري.

وأضاف الوزير البولندي أن بلاده "يمكن أن تكون الرابط عبر الأطلسي بين هذا التحدي الذي حدده ترمب وتنفيذه في أوروبا"، موضحاً أن الهدف الجديد كان بمثابة "جرس إنذار مهم للتحالف".

وتابع: "تحقيق هدف ترمب سيستغرق عقداً آخر، لكنني أعتقد أنه لا ينبغي انتقاده لتحديد هدف طموح حقاً، لأنه بخلاف ذلك ستكون هناك بعض الدول التي ستستمر في مناقشة ما إذا كانت هناك حاجة حقيقية لزيادة الإنفاق".

وقال وزير الدفاع: "الاتحاد الأوروبي لديه القدرة على إعادة تخصيص الأموال"، مضيفاً أن "أولويته" تتمثل في ضمان تخصيص 100 مليار يورو للدفاع في السنوات القادمة، بما في ذلك إعادة توجيه الأموال غير المستخدمة من صندوق التعافي المشترك بعد وباء فيروس كورونا بقيمة 800 مليار يورو، والذي ينتهي العام المقبل.

وأردف: "أعلم أن هذا ليس رأي الجميع، لكن بولندا لديها رأي مختلف، نحتاج إلى أن نتذكر أن هناك بعض الدول الأوروبية الكبرى التي لم يكن رأيها دائماً هو الصحيح، وأنها كانت مخطئة فيما يتعلق بروسيا".

وقبيل عودته إلى البيت الأبيض هذا الشهر، زاد ترمب الضغوط على أعضاء الحلف لزيادة الإنفاق على جيشهم، نظراً لأن 23 فقط من أعضائه البالغ عددهم 32 دولة تلبي حالياً هدف الإنفاق البالغ 2%، مع إيطاليا وإسبانيا من بين دول الاتحاد الأوروبي التي تقع تحت هذا الحد.

مساع بولندية 
وتسعى وارسو إلى استخدام رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر، والتي بدأت في الأول من يناير الجاري، لإقناع الدول الأعضاء بإنفاق 100 مليار يورو من الميزانية المشتركة القادمة على الدفاع. 

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن الميزانية الممتدة لسبع سنوات والتي تبدأ في عام 2028 هذا العام، إذ اقترحت المفوضية الأوروبية العام الماضي برنامجاً لصناعة الدفاع بقيمة 1.5 مليار يورو، والذي وصفه كوسينياك كاميش بأنه "غير كافٍ".

وعلى الرغم من أن بولندا حليف قوي لأوكرانيا في دفاعها ضد روسيا، إلا أن علاقتهما كانت متوترة بسبب المظالم التاريخية، والصادرات الزراعية الأوكرانية الرخيصة، والإحباط المتزايد من المواطنين الأوكرانيين الذين فروا إلى بولندا.

وكانت نقطة الاحتكاك الأخيرة الأخرى هي رفض بولندا تزويد أوكرانيا بمخزونها المتبقي من طائرات "ميج 29"، والتي قالت وارسو إنها "لا تزال بحاجة إليها لأمنها".

دعت بولندا، الاتحاد الأوروبي إلى إعفاء وارسو من القواعد المالية، ورفع الإنفاق الدفاعي لـ4.7%، فيما أكد أن الخطوة تأتي في سبيل حماية القارة من الغزو الروسي.

وبعد أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في عام 2022، ضاعفت بولندا إنفاقها الدفاعي وطلبت مليارات الدولارات من الأسلحة الأميركية والكورية الجنوبية.

ولم تتمكن إيطاليا، التي تتمتع رئيسة وزرائها جورجيا ميلوني بتقارب سياسي قوي مع إدارة ترمب من تحقيق هدف الحلف.

وتعترف حكومة ميلوني بالحاجة إلى إنفاق المزيد على الدفاع، ولكنها مقيدة بعبء الديون في البلاد، والحاجة إلى كبح جماح الإنفاق العام، إذ حثت روما عواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى على استبعاد الإنفاق العسكري من حسابات العجز العام، ولكن مناشدتها رُفضت.

أما إسبانيا فتحتل المرتبة الأخيرة من حيث الإنفاق الدفاعي، حيث خصصت 1.28% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وللتصدي للانتقادات، تؤكد الحكومة أن جيشها مساهم سخي بالقوات والأصول لمهام حلف "الناتو"، لكن تأكيد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز على أنها ستحقق هدف 2 % بحلول عام 2029، يبدو أنه غير كافٍ، للحلف.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

دونالد ترمب يجتمع بالجمهوريين في «الشيوخ» للدفع بأجندته
دونالد ترمب يُعبر عن تعاطفه مع موقف موسكو الرافض لعضوية أوكرانيا في «الناتو»