ترامب للقاء بوتين في الرياض و واشنطن تعلن بدء مفاوضات فورية لوقف الحرب في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على بدء المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.وقال ترامب إنه يتوقع على الأرجح أن يلتقي هو ونظيره الروسي بوتين في السعودية.ووصف ترامب، خلال حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض، مكالمته مع بوتين بـ "المحادثة الجيدة"، وقال إنها استمرت أكثر من ساعة.

ولم يكشف ترامب عن موعد اللقاء بينه وبين بوتين، لكنه قال إنه لن يكون في "المستقبل البعيد".

وأعلن ترامب أنه تبادل مع الرئيس الروسي الدعوة "لزيارة بلد كل منهما".

و أعلنت الرئاسة الأوكرانية عن اتصال هاتفي بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمبركًي دونالد ترامب، عقب مكالمة مماثلة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال زيلينسكي، إنه ناقش مع ترامب إعداد وثيقة جديدة تتعلق بالأمن والتعاون الاقتصادي والشراكة بالموارد.

وأضاف زيلينسكي أنهما تحدثا عن "فرص تحقيق السلام"، وناقشا استعدادهما للعمل معاً على مستوى الفريق.

وكتب زيلينكسي تغريدة عبر منصة "إكس"، قائلاً إنه "لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا".

وأضاف: "نعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة على رسم خطواتنا التالية لوقف العدوان الروسي وضمان سلام دائم وموثوق".

من جانبه أعلن الكرملين بشكل منفصل أن المكالمة استمرت ساعة ونصف الساعة، واتفق الرئيسان على أن "الوقت حان للعمل معا"، وقال إن بوتين أبلغ ترامب أيضاً أن التوصل إلى "حل بعيد المدى" للنزاع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022 أمر ممكن.

وقال ترامب خلال حديثه مع الصحفيين: "نريد إنهاء تلك الحرب"، واصفاً الحرب في أوكرانيا بـ "الكارثة".

وكشف ترامب إنه اتفق مع الرئيس الروسي على ضرورة "وقف سقوط ملايين القتلى في الحرب بين روسيا وأوكرانيا"، على أن تبدأ الفرق "المعنية بالمفاوضات عملها على الفور، وسنبدأ بالاتصال بزيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة، وهو ما سأفعله فورا".

وكشف أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومستشاره للأمن القومي مايكل والتز ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قيادة المفاوضات التي قال إنه يشعر "بقوة بأنها ستكون ناجحة".

وأشار ترامب في وقت لاحق إلى أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد "السلام"، كاشفاً عن لقاء مرتقب بين زيلينسكي ونائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في ميونيخ الجمعة.

وأضاف ترامب بأنه لا يعتقد أن من العملي لأوكرانيا الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنه "متصالح" مع ذلك، مؤكداً أن بوتين "يريد السلام"، معبراً عن ثقته في أن الرئيس الروسي يريد "رؤية نهاية للحرب".

وعّلق ترامب على تصريحات وزير الدفاع الأمبركي بشأن استبعاد انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، قائلاً إنه "يعتقد أنها صحيحة".

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل 2014 "أمر غير واقعي"، مشيراً في ذات السياق إلى أن الإدارة الأمريكية "لا ترى أن عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي جزء من حل للحرب".

وقال هيغسيث خلال اجتماع بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "نريد مثلكم أن تكون أوكرانيا ذات سيادة ومزدهرة. لكن يتعين علينا أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل 2014 هدف غير واقعي"، مؤكداً أن "ملاحقة هذا الهدف الوهمي لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب والتسبب في مزيد من المعاناة".

وفي أول رد فعل على تصريحات ترامب، أكد وزراء خارجية إسبانيا وألمانيا وفرنسا، أن أي قرار حول أوكرانيا "لا يمكن اتخاذه بمعزل عن كييف ومن دون مشاركة الأوروبيين".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنه "لن يكون هناك سلام عادل ومستدام في أوكرانيا من دون مشاركة الأوروبيين"، فيما أكدت نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن أي قرار حول أوكرانيا لا يمكن اتخاذه "من دون أوكرانيا.
 ووصف معلّقون خطاب وزير الدفاع الأمركي، بيت هيغسيث، أمام مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في بروكسل، مثّل ضربة قوية لكييف.

وقال خبراء  "بينما كان من المعروف منذ زمن طويل أن هذه الإدارة الأمريكية كانت أقل تعاطفاً من سابقتها، إلا أن كل تصريح من وزير الدفاع الأمريكي الجديد لن يؤدي إلا إلى إسعاد موسكو".

إن رفض عضوية حلف شمال الأطلسي، والرأي القائل بأن أوكرانيا غير قادرة على الفوز، والغموض الذي يكتنف كيفية مراقبة خط الجبهة المتجمد في المستقبل، كل تلك أمور تشير إلى عودة روسية ملموسة بعد 11 عاماً من العدوان على أوكرانيا، الذي أسفر عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم بشكل أُحادي.

و لطالما قال الرئيس زيلينسكي أنه "لا يمكن إجراء محادثات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا"، ومع ذلك أثبتت مكالمة هاتفية واضحة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين عكس ذلك.

و يعتبر كثيرون أن المساعدات الغربية، والقوات الأوكرانية التي استفادت منها، كانت السبب وراء عدم سقوط كييف في غضون أيام، كما توقع البعض.

لكن الطريق إلى "السلام العادل" على حد تعبير الرئيس زيلينسكي، لن يكون مستقيماً أو سلساً بالنسبة لأوكرانيا".

وقال معلّقون عقب المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين، إن التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن أوكرانيا شكّلت "ضربة مريرة" لكييف.

وقال مراقبون في لندن  "مكالمة هاتفية واحدة لن تنهي الحرب في أوكرانيا بشكل سحري.

المحادثات ستبدأ، وليس من الواضح متى أو إلامَ ستفضي في النهاية. لكن موسكو سجّلت بالفعل نصراً دبلوماسياً بمجرّد حدوث هذه المحادثة الهاتفية.

و عودة  إلى الوراء ثلاثة أعوام، حين تحول فلاديمير بوتين إلى شخص منبوذ بعد أن اتخذ القرار بشن غزو واسع النطاق ضد أوكرانيا. وتعرّضت روسيا لآلاف العقوبات الدولية. ولاحقاً، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق قائد الكرملين. وأدان الرئيس بايدن نظيره الروسي، ووصفه بـ "الدكتاتور المجرم"، و"السفاح".

وحين تعود بفكرك سريعاً إلى أيامنا هذه، ترى أن نبرة البيت الأبيض قد تغيّرت. وكذلك طريقة التعامل مع روسيا. الرئيس ترامب قال إنه يريد "العمل سوية، وعن قرب" مع الرئيس بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كما أنه يأمل بأن يتبادلا الزيارات لبلديهما.

و في نواحٍ عديدة، حصل فلاديمير بوتين على ما يريد: فرصة التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، وفرصة وضع نفسه فوق طاولة السياسة الدولية، على الرغم من السنوات الثلاث الأخيرة من الحرب الروسية على أوكرانيا".
الاستحمام بماء بارد

وكتب فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي لشؤون الأمن: " تجمع دونالد ترامب وفلاديمير بوتين علاقة من المستوى الشخصي.

وهذا أمر مثير للقلق بطريقة ما، لأنه وخلال فترة ولاية ترامب الأولى قال علناً إنه يفضل الاستماع إلى بوتين بدلاً من الاستماع إلى وكالات الاستخبارات التابعة له، وهو ما كان بمثابة صدمة حقيقية لمجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة.

لكن حقيقة أن هذين الزعيمين لديهما ما يتحدثان عنه، هو أمر واعد للغاية باعتقادي.

عليك أن تتذكر ما هي أولويات ترامب. بالنسبة له، الأمر يتعلق بتأمين الحدود الجنوبية، وبالتجارة، والصين، وهو ليس مهتماً بأوروبا.

ورسالته الكبيرة، تتجلى فيما قاله وزير دفاعه لشركائه في حلف شمال الأطلسي في أوروبا، وهي أن "أوكرانيا هي مشكلتكم، هذه هي أوروبا، عليكم حل المشكلة، وإنفاق المزيد على الدفاع".

كانت بريطانيا تعاني بشأن ما إذا كانت ستزيد من إنفاقها الدفاعي من 2.3% إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن ترامب ألقى بكل ذلك من النافذة وطالب بإنفاق نسبته 5%، في الوقت الذي لا تنفق فيه الولايات المتحدة نفسها ذلك المبلغ. وذلك أمر لا يمكن تحمله بالنسبة لمعظم الدول الأوروبية.

ولكن، هناك دول كبيرة مثل إسبانيا وإيطاليا تنفق أقل من النسبة المقررة البالغة 2%، والولايات المتحدة تتساءل: لماذا يتعين على دافعي الضرائب الأميركيين أن يتحملوا هذا العبء إذا لم تكونوا مستعدين لدفع تكاليف الدفاع عن أنفسكم؟

لذا، كان هذا اليوم بمثابة الاستحمام بماء بارد لكل من أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي".

قد يهمك أيضــــــــــــــا

مع رفض عمّان إقتراح ترامب لتهجير الفلسطينيين الملك عبدالله في واشنطن الليلة

 ترامب يلوّح بقطع المساعدات عن القاهرة وعمّان ويهدّد حماس بـ "جحيم" إذا لم تطلق الرهائن ظهر السبت