هيئة البث الإسرائيلية تعلن أن شيري وأطفالها قُتلوا في الأسابيع الأولى من الحرب بعد التحقق من جثتها

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية انتهاء عملية التعرف على الجثة التي استلمتها إسرائيل مساء أمس، في معهد الطب الشرعي، مؤكدة أنه "بحسب تقييم الخبراء فإن شيري قُتلت مع أطفالها في الأسابيع الأولى من الحرب". وأعلنت حركة حماس مساء الجمعة، أنها سلمت الصليب الأحمر جثة تعود للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، بعد أن أكدت إسرائيل في وقت سابق أن اختبارات الطب الشرعي أظهرت أن الجثة التي سلمتها حماس يوم الخميس، والتي قالت إنها لشيري بيباس، لإمرأة أخرى مجهولة الهوية.

وفي منشور على منصة "إكس" يوم الجمعة، قال المتحدث باسم حماس، إسماعيل الثوابتة، إن رفات شيري، اختلط مع جثث أخرى كانت تحت الأنقاض بعد غارة إسرائيلية استهدفت مكان تواجدها.

وفيما يخص طفلي بيباس، نفت إسرائيل أن يكون أرييل وكفير بيباس قُتلا في غارة جوية إسرائيلية، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي إن "النتائج الجنائية"، التي لم يتم عرضها على بي بي سي، تشير إلى أن الأولاد قُتلوا "عن عمد".

وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن مسؤولاً إسرائيلياً أكد أن الصليب الأحمر أبلغ إسرائيل، أن حركة حماس طلبت منهم التدخل في هذه القضية.

كما اتهمت عائلة الرهينة بيباس، الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ "التخلي" عنهم خلال الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفشلها في إعادة المحتجزين سالمين إلى ذويهم.

وتعد هذه التصريحات هي الأولى من العائلة منذ إعلان إسرائيل الخميس أن الجثة التي تسلمتها من حركة حماس ليست جثة شيري بيباس.

وأكدت إسرائيل أن الجثث الثلاث الأخرى التي تسلمتها تعود لطفي شيري كفير وأرييل، بالإضافة إلى عوديد ليفشيتز.

ووجهت عوفري بيباس، شقيقة زوج شيري الذي تم الإفراج عنه في وقت سابق من الشهر الجاري، اتهامات للسلطات الإسرائيلية، ولا سيما رئيس الوزراء، بالفشل في حمايتهم.

وفي بيان صادر عن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، قالت عوفري: "كان من مسؤولية إسرائيل وواجبها إعادة أحبائنا أحياء".

وأضافت: "لن نسامح على التخلي عن أبنائنا في السابع من أكتوبر، ولن نسامح على التخلي عنهم أثناء أسرهم. يا رئيس الوزراء، لم نتلق منك اعتذاراً في هذه اللحظة المؤلمة".

وكانت حماس قد سلّمت إسرائيل الخميس جثامين أربع رهائن بينهم طفلان.

وغداة يوم حداد وطني في إسرائيل تمّ خلاله تسليم رفات ثلاث رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة، من بينهم الطفلان بيباس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الجثّة الرابعة لم تكن لوالدتهما شيري بيباس، بل لامرأة من غزة.

وعلى وقع ذلك، توعّد نتنياهو الجمعة بجعل حركة حماس تدفع ثمن ما اعتبره "انتهاكاً وحشياً" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما تبيّن أنّ الجثة ليست للرهينة شيري بيباس كما كانت قد أعلنت.

وكانت حماس قد أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أن غارة جوية قتلت الطفلين وأمهما، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن الطفلين قتلا "بدم بارد" و"أيد عارية".

وقال نتنياهو: "لم يكتفوا بخطف الأب ياردين بيباس والأم الشابة شيري وطفليهما الصغيرين بطريقة سفيهة لا يمكن تصوّرها، بل فشلوا أيضاً في إعادة شيري إلى طفليها الصغيرين، الملاكين الصغيرين، ووضعوا بدلاً من ذلك جثة امرأة من غزة في نعش".

وأضاف "سنتحرّك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملاً لهذا الانتهاك الوحشي والشرير للاتفاق".

ورفضت حماس تهديدات نتنياهو، مؤكدة "ضرورة المضي قدماً في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على كافة المستويات".

وقالت في بيان "تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح"، مشيرة إلى "احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين".

وتابعت "سنُعلم الإخوة الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق من جانبنا"، ودعت إلى إعادة الجثمان الذي قالت إسرائيل إنه يعود لفلسطينية.

واعتبر منتدى عائلات الرهائن أنّ عدم إعادة حركة حماس الرهينة شيري بيباس مع جثتي طفلَيها "أمر محزن ومروّع".

ودعا نتنياهو دول العالم الجمعة إلى إدانة "القتل المروع" للطفلين بيباس، مطالباً "العالم المتحضر برمته أن يدين عمليات القتل المروعة هذه".

وتعتزم إسرائيل الإفراج يوم السبت عن 602 معتقل وسجين فلسطيني، في إطار صفقة تبادل مع رهائن محتجزين في قطاع غزة، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، حسبما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.

وأوضحت المتحدثة باسم النادي، أماني سراحنة، لوكالة فرانس برس، أن من بين المعتقلين 445 من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى 60 سجيناً يقضون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة، و50 آخرين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و47 من الذين تم إعادة اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل عام 2011.

وأشارت سراحنة إلى أن 108 من الذين سيتم الإفراج عنهم يوم السبت سيخضعون للترحيل إلى خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

كما أعلنت حركة حماس أنها ستفرج السبت عن 6 رهائن إسرائيليين جدد، كانت قد احتجزتهم في هجومها على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، والمتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء.

وأورد بيان للمتحدث باسم الحركة، أبو عبيدة، أسماء ست رهائن، تطابقت مع تلك التي نشرها منتدى عائلات الرهائن هذا الأسبوع، وهم إيليا كوهن، عمر شيم توف، عومر فانكرت، تال شوهام، أفرا منغيستو، وهشام السيد.

في المقابل، قال ما يعرف بـ "مكتب إعلام الأسرى"، التابع لحركة حماس، إنه سيتم السبت الإفراج عن 50 سجيناً فلسطينياً محكوماً بالسجن المؤبد، إضافة إلى 60 سجيناً من ذوي "الأحكام العالية"، و47 سجيناً ممن تم إعادة اعتقالهم بعد أن كان قد أفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، فضلاً عن 445 سجيناً ومعتقلا من قطاع غزة، ممن تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن 108 من السجناء الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت، سيتم ترحيلهم خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

يذكر أن صفقة "وفاء الأحرار" أو ما يعرف بصفقة "شاليط" وقعت عام 2011 بين إسرائيل وحركة حماس، إذ أفرجت الحركة بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1000 سجينٍ فلسطيني، كان من بينهم زعيم حماس الراحل، يحيى السنوار.

ومنذ سريان وقف إطلاق النار، تمّ إطلاق سراح 19 رهينة كانوا محتجزين في قطاع غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بمقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة في حي الجنينة شرق رفح جنوب قطاع غزة.

وقالت الوكالة إن قوات إسرائيلية أطلقت الرصاص صوب فلسطينيين في حي الجنينة، كما أطلقت الآليات العسكرية نيران أسلحتها الرشاشة شرق وشمال شرق مخيم البريج، وشرق حي الشجاعية بمدينة غزة.

وفي إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الحرب بين إسرائيل وحماس في القطاع إلى 48.319 قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 111.749 مصاباً.

من جهته، طالب عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة حماس، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام إسرائيل "أسلحة محرمة" دولياً، مؤكداً التزام الحركة "باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم به الاحتلال الصهيوني".

وقال القانوع، في بيان نشرته حماس على تلغرام، إن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عملياً، لكنهم جاهزون للانخراط فيها حسب ما نصّ عليه الاتفاق، مشيراً إلى أن "نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية".

أكدت مصر أنها بصدد إتمام خطة شاملة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع ضمان أن يبقى الشعب الفلسطيني في وطنه، وذلك بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

جاءت هذه التصريحات خلال كلمة مُسجلة ألقاها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الخميس في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المُنعقد في جوهانسبرج.

كما جدد الوزير رفض مصر "لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ضم أراضيهم"، موكداً أن "تلك المساعي تقوض آفاق السلام وحل الدولتين، وسيترتب عنها توسيع رقعة النزاع بما يُهدد أمن المنطقة واستقرارها".

وأضاف عبد العاطي أن معالجة الوضع في غزة لا يمكن أن تنجح بمعزل عن الوضع في الضفة الغربية، مُشيراً إلى أن الإجراءات والأعمال الأحادية، مثل "ضم الأراضي، وأنشطة الاستيطان، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، والاقتحامات العسكرية، تؤدي إلى تعميق هوه النزاع وإعاقة جهود السلام".

وأشار عبد العاطي إلى استضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، إذ أعلنت الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة في الرابع من مارس آذار المقبل.

وأكد، في كلمته أمس، أن مصر تعمل بكل جد مع الشركاء الدوليين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة.

كما شدد على أن ما وصفه بـ"العدوان الاسرائيلي" على غزة، الذي استمر لأكثر من 15 شهراً، كان له "تداعيات كارثية، بما في ذلك على حركة التجارة الدولية والملاحة البحرية".

قد يهمك أيضا: