أعلن قائد ميداني في الجيش السوداني السيطرة على مدينة القطينة شمالي ولاية النيل الأبيض، كما وسع تقدمه في العاصمة الخرطوم.
وأكد مصدر مطلع في الجيش أن قوة قادمة من ناحية الشرق دخلت إلى قلب المدينة صباح اليوم، في حين تحاصر القوات القادمة من ناحية الجنوب جيوبا لقوات الدعم السريع.
وتبعد القطينة عن حدود ولاية الخرطوم الجنوبية نحو 50 كيلومترا، وهي ذات موقع إستراتيجي على الطريق الذي يربط الخرطوم بجنوب وغرب البلاد.
ونشرت حسابات محلية سودانية وناشطون صباح اليوم الأحد مشاهد تظهر وجود جنود من الجيش السوداني في مدينة القطينة.
وكانت بعض بلدات المجاورة لمدينة القطينة قد شهدت الأسبوع الماضي انتهاكات من قبل قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل أكثر من 400 مدني حسب وزارة الخارجية السودانية.
أما في العاصمة، فقد توغل عناصر الجيش في موقف جاكسون الشهير للمواصلات وسط مدينة الخرطوم، حيث بثت مشاهد لانتشار الجنود داخل الموقف ومحيطه الذي يبعد أقل من كيلومترين من وسط مدينة الخرطوم حيث مقار عدد من الوزارات السيادية والقصر الجمهوري.
أما في محور شرق النيل فقد أعلنت قوات درع السودان المساندة للجيش تقدم قواتها نحو جسر سوبا الرابط بين شرق وغرب الخرطوم.
وأوضحت القوات أنها كبدت الدعم السريع خسائر في الأرواح والعتاد بعد معارك عنيفة شارك فيها الطيران الحربي التابع للجيش.
وكانت المعارك احتدمت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أكثر من محور داخل العاصمة.
بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط جسر سوبا جنوب شرقي الخرطوم إثر هجوم الجيش المفاجئ منذ صباح أمس السبت، حيث استطاع بحسب مصادر عسكرية من تدمير عدد المركبات القتالية للدعم السريع في ظل عمله على مواصلة التقدم وإحكام سيطرته على جسر سوبا.
فيما لا تزال قوات الدعم السريع تعمل على الحفاظ على جسر سوبا الرابط بين شرق النيل والخرطوم والذي يعد واحدا من ثلاثة جسور فقط تبقت لها في العاصمة، حيث كثفت من ارتكازاتها وقواتها من الناحية الشرقية للجسر لمنع تقدم الجيش الساعي هو الآخر لاستعادة السيطرة على الجسر وحرمان الدعم من التحرك عبره.
ونزح أكثر من 3 آلاف شخص من قرى القطينة في ولاية النيل الأبيض وأخرى من تخوم الخرطوم جنوبا نحو بلدة أبو قوتة شمال غرب ولاية الجزيرة.
وجاءت حركة النزوح هذه نتيجة أعمال عنف وقتل تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها، وسط تصاعد الشكوى من النازحين من أوضاع صعبة يعيشونها، خصوصا ما يتعلق بنقص الغذاء والعلاج.
من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري إن الجيش استعاد بلدة الكُرقل في ولاية جنوب كردفان غربي البلاد التي كانت تخضع لسيطرة الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
وأشار المصدر إلى أن استعادة الكُرقل ستساهم في فك حصار مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان وربطها بمدينة الدلنج.
وأضاف مصدر أن الطائرات الحربية للجيش السوداني قصفت مرات متتالية جبل كردفان جنوب شرق مدينة الأبيض بشمال كردفان، مشيرا إلى أن تلك الضربات استهدفت مواقع تتحصن بها قوات الدعم السريع.
وقال المصدر ذاته إن الجيش يعمل على ربط مدينة الأبيض بشمال كردفان مع مدن وسط البلاد.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، تسببت الحرب في السودان بمقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم.
فيما حقق الجيش خلال الأسابيع الأخيرة مكاسب مهمة، إذ قاد ا هجوما في وسط البلاد واستعاد المدن الرئيسية فضلا عن كامل الخرطوم تقريبا، بعدما كانت في أيدي الدعم السريع.
بينما سعت الدعم السريع إلى تعزيز قبضتها على دارفور ما قد يؤدي عمليا إلى تقسيم البلاد.
والخميس الماضي، أعلن الجيش السوداني أن قوات سلاح المدرعات سيطرت على منطقة السجانة الواقعة جنوب وسط الخرطوم بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش السوداني في بيان مقتضب بأن قوات سلاح المدرعات انفتحت على محور حي السجانة واستلمت كوبري (جسر) الحرية المؤدي إلى وسط المدينة.
وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الجيش إلى المدخل الجنوبي لوسط الخرطوم، وبذلك يكون قد اقترب من تطويق وسط الخرطوم، حيث توجد قواته في المنطقة الواقعة غرب المدينة منذ أسابيع، وكذلك شرقها حيث مقر قيادة الجيش.
وبث الجيش مقاطع فيديو لانتشار قواته في حي السجانة وعند تقاطع جسر الحرية المؤدي إلى السوق العربي وسط الخرطوم.
ومنذ أيام بدأت مساحات سيطرة الدعم السريع تتناقص بوتيرة متسارعة لصالح الجيش في ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر الدعم السريع على 4 ولايات فيه، في حين لم تمتد الحرب إلى شمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن بات الجيش يسيطر على 90% من مدينة بحري (شمال)، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب)، و60% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، في حين لا تزال قوات الدعم السريع بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش السوداني يعلن تقدمه في الخرطوم ويوقع ضربات موجعة ضد الدعم السريع
اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع قرب جسر سوبا وسط تقدم عسكري نحو القصر الجمهوري