تفاصيل الخطة المصرية في القمة العربية تركز على حل الدولتين وعلاقة طبيعية مع إسرائيل وتأهيل قوات الأمن الفلسطينية لإدارة غزة

كشف مصدر مصري مطلع تفاصيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي سيتم طرحها في القمة العربية الطارئة المقرر انعقادها، الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، والتي تتضمن ترتيبات لإدارة القطاع في اليوم التالي للحرب وتهدف الخطة العربية إلى "تسريع" عملية إعادة إعمار قطاع غزة، لتتم خلال 3 سنوات بدلاً من 5، وفق المصدر.

كما أشارت الخطة إلى تدريب كل من مصر والأردن لعناصر من الشرطة الفلسطينية لمسك الأمن في القطاع، ما يمهد لاحقا إلى عودة السلطة الفلسطينية من أجل إدارة غزة.

ونصت على تشكيل لجنة تتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر بقرار فلسطيني، مكونة من شخصيات تكنوقراط مستقلين تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

كما لفتت إلى إمكانية قيام مجلس الأمن بدراسة فكرة التواجد الدولي في الأراضي الفلسطينية عبر قوات حفظ سلام.

كذلك تضمنت الخطة التعامل مع مسألة سلاح الفصائل عبر أفق واضح وعملية سياسية ذات مصداقية.

إلى ذلك، نصت على إعداد مساكن مؤقتة لسكان القطاع المدمر والنازحين في 7 مناطق، مع العمل على إبرام هدنة متوسطة المدى لفترة زمنية محددة.

وأوضحت أن مرحلة "التعافي المبكر" تستمر 6 أشهر، وتكلف 3 مليارات دولار للمرافق والمساكن.

كما أشارت إلى أن المرحلة الأولى من إعادة الإعمار تستمر عامين بتكلفة 20 مليار دولار، فيما تستغرق المرحلة الثانية عامين ونصف العام بتكلفة 30 مليار دولار.

وبينت أن التكلفة التقديرية الإجمالية لخطة إعادة الإعمار تقدر بنحو 53 مليار دولار، لافتة إلى إمكانية إنشاء صندوق ائتماني تحت إشراف دولي كآلية تمويلية يتم توجيه التعهدات المالية إليه.

كذلك دعت إلى تنظيم مؤتمر دولي في القاهرة بأقرب وقت، من أجل حشد الدعم اللازم لإعمار القطاع.

هذا وأكد المقترح المصري التمسك بحل الدولتين، معتبرا أنه سيزيل أي سبب لعدم الاستقرار والنزاعات في الشرق الأوسط، وسيمهد لعلاقات طبيعية بين دول المنطقة وإسرائيل.

وكانت القاهرة كثفت تحركاتها خلال الأسابيع الماضية، بعدما أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب غضبا عالميا عندما طرح خطة "لسيطرة بلاده" على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مع تهجير سكانه الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

فيما اتحدت الدول العربية لمعارضة هذا المقترح وتقديم حلول بديلة.

وتتضمن الخطة 3 مراحل رئيسية، تبدأ بإزالة الركام والنفايات خلال 6 أشهر، تليها إقامة بنى تحتية في مناطق رفح والمناطق الجنوبية بالقطاع، ثم الانتقال لمناطق الوسط والشمال.

وسيتم ذلك بمشاركة 24 شركة مصرية وعربية ودولية متخصصة.

وفيما يتعلق بإدارة القطاع الفلسطيني، أوضح المصدر للحرة، أن ذلك سيكون من خلال "تشكيل لجنة إدارية مؤقتة، تتولى الحفاظ على الأمن والاستقرار في القطاع إلى حين تمكين السلطة الفلسطينية من إدارته".

وأشار إلى أن عمل هذه اللجنة "سيبدأ في المرحلة الثالثة، عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاء الحرب، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في الدوحة في ١٣ يناير الماضي".

دعا الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الثلاثاء، القادة العرب الذين سيجتمعون في القمة العربية بالقاهرة إلى التضامن واتخاذ موقف موحد لمواجهة المخططات التي تهدف إلى "تهجير" الفلسطينيين من أرضهم.
أما بشأن تمويل إعادة الإعمار، فقد أوضح المصدر أن الخطة "لديها تصور شامل لمشاركة المجتمع الدولي في كل ما يتعلق بإعادة الإعمار والتنمية".

وستستضيف مصر مؤتمرا دوليا بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، يتم خلاله إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار غزة، بتكلفة ٤ مليارات دولار. وسيكون ذلك تحت إشراف جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

وكشف المصدر عن أحد مخرجات القمة العربية غير العادية التي ستعقد في القاهرة بوقت لاحق الثلاثاء، قائلا إنه سيتم "تشكيل لجنة عربية للإشراف على تنفيذ الخطة المصرية العربية الأممية، ومهمتها التواصل مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، لعرض تفاصيل الخطة وإقناع الإدارة الأميركية بالمشاركة في إعادة الإعمار من خلال شركات أميركية، حتى يحظى المقترح بقبول واشنطن في المرحلة المقبلة".

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة "اكتملت"، لكنها "ستُعرض أولاً على قادة الدول العربية" خلال القمة غير العادية المقررة في القاهرة.

أفادت مسودة، اطلعت عليها رويترز، بأن خطة غزة، التي أعدتها مصر لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط"، تهدف لتهميش حركة حماس، على أن تحل محلها هيئات مؤقتة تسيطر عليها دول عربية وإسلامية وغربية.
وأوضح عبد العاطي أنه يتعين إقرار القمة للخطة قبل عرضها على أي طرف خارجي، مشيراً إلى أنها "تحظى بقبول عربي وإسلامي واسع".

كما كشف الوزير أن مصر "ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لبحث تفاصيل الخطة وضمان دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة الإعمار، بعد أن يتم اعتمادها في القمة العربية" المرتقبة.

ويبحث القادة العرب في القاهرة مشروعا بديلا لمقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن غزة، والذي ينص على تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع الفلسطيني، ونقل سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى.

وقوبلت خطة الرئيس الأميركي برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي اعتبر، الإثنين، أنه "حان الأوان لمنح سكان غزة حرية المغادرة".

وتعرض قطاع غزة لدمار هائل جراء الحرب العنيفة التي اندلعت بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وتقدر الأمم المتحدة كلفة إعادة إعمار القطاع، بأكثر من 53 مليار دولار.

قد يهمك أيضــــــــــــــا