قالت مصادر محلية بأن قوة إسرائيلية من سيارات عسكرية عدة دخلت قرية عين النورية وبلدة أم باطنة وبلدة سويسة في ريف القنيطرة بسوريا بحثا عن أسلحة وذخائر، في توغل هو الثالث من نوعه خلال 24 ساعة.
وتشهد القرى والبلدات السورية المحاذية للجولان السوري المحتل توغلات متكررة، وآخرها توغل قوات إسرائيلية في موقع عسكري بتل المالبريف في محافظة القنيطرة، حيث عمدت إلى تفتيشه بحثا عن أسلحة، قبل أن تنسحب منه وسط تحليق لطائرات مروحية وطائرات استطلاع.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد قال إن انتهاكات إسرائيل المتواصلة للأراضي السورية تتطلب من الدول العربية الوقوف صفا واحدا في مواجهة تهديداتها.
وناشد الشرع في كلمته أمام القمة العربية في القاهرة الدول العربية تحمّل مسؤولياتها في مساعدة سوريا على وقف الانتهاكات الإسرائيلية.
من جهته، أدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر في سوريا، بما في ذلك الغارات الجوية.
وقال المبعوث الأممي في بيان إنه يشعر بقلق إزاء الانتهاكات المتواصلة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وأضاف بيدرسون أن هذه الانتهاكات تهدد بتصعيد التوترات الإقليمية وتقوض الجهود الرامية إلى خفض التصعيد وتحقيق انتقال سياسي مستدام في سوريا وفق القرارات الأممية.
ودعا المبعوث الأممي الخاص إسرائيل إلى وقف الانتهاكات واحترام التزاماتها الدولية، كما حث جميع الأطراف على احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
وفي سياق متصل نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر قولها إن إسرائيل ترى تهديدا متزايدا في محاولات "الإسلاميين" توحيد سوريا، وأكدت أن إسرائيل تسعى إلى إقناع دروز سوريا برفض الحكومة الجديدة، وتخطط لإنفاق أكثر من مليار دولار لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل أعلنت أنها ستنفق أكثر من مليار دولار لمساعدة الدروز في الشمال، في خطوة قال محللون أمنيون إنها تهدف إلى إقناعهم بالمساعدة في إقناع دروز سوريا برفض الحكومة الجديدة.
وأضافت أن خطط التمويل تظهر أن إسرائيل "تستثمر في تعزيز النوايا الحسنة مع الدروز الذين اشتكوا من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية من قبل الحكومة، خاصة فيما يتعلق بمسائل الإسكان وتصاريح البناء".
وجاء التمويل بعد أن هددت إسرائيل باتخاذ إجراء عسكري لحماية الأقلية الدرزية في سوريا، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن نسمح للنظام الإسلامي الراديكالي الجديد في سوريا بإلحاق الضرر بالدروز".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن إسرائيل تضغط لإقناع القوى العالمية بدعم فكرة تبني الدولة الجديدة الناشئة في سوريا نظاما اتحاديا من المناطق العرقية المستقلة، مع جعل المناطق الحدودية الجنوبية قرب إسرائيل منزوعة السلاح.
وذكرت أن سوريا -في مثل هذا السيناريو- ستصبح اتحادا من الولايات، معظمها تتمتع باستقلالية عن حكومة مركزية ضعيفة، مع تولي السلطات المحلية مزيدا من الصلاحيات، خصوصا في المناطق القريبة من حدود إسرائيل.
لكن خطة إسرائيل تخاطر بإبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة، وفقا لبعض المحللين الذين أكدوا للصحيفة أن هذه الرؤية قد تأتي بنتائج عكسية.
وقالت الصحيفة إن بعض الدروز أبدوا مخاوفهم من الحكام الجدد في سوريا وعبروا عن دعمهم لإسرائيل، وتبنوا دعوات لانفصال مجتمعهم عن دمشق.
لكن كثيرين خرجوا في احتجاجات إلى الشوارع، مدينين طموحات إسرائيل، في حين أعلن زعماء الدروز أنهم ما زالوا موحدين مع سوريا.
وعبر بعض قادة المجتمع الدرزي في سوريا عن قلقهم من أن الأهداف الإسرائيلية طويلة المدى في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سوريا، وقال ليث البلعوس -وهو قائد مجموعة درزية في السويداء- "موقفنا واضح، نحن لا نريد الحرب ولا نريد أن تصبح سوريا طائفية".
واستبعدت الصحيفة أن يقبل القادة الجدد في سوريا تقليص السلطات عبر النظام الفدرالي.
وندد الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاب أمس الثلاثاء أمام القمة العربية في القاهرة بالاعتداءات العسكرية الأخيرة داخل سوريا، وقال "منذ أن احتلت إسرائيل الجولان السوري عام 1967 لم تتوقف عن انتهاك حقوق شعبنا".
واستهدفت القوات الإسرائيلية في الأيام الماضية المزيد من المواقع العسكرية في مناطق جديدة بجنوب سوريا، مبررة ذلك بمنع وقوع الأسلحة في أيدي الحكومة الجديدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا