الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون قبل قصف وشيك وسط تصاعد التوتر في غزة

أمر الجيش الإسرائيلي، السكان في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمال قطاع غزة بإخلائها قبل تنفيذ قصف، بعد إطلاق صواريخ منها نحو أراض إسرائيلية. وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، محذر في تغريدتين منفصيلتين عبر منصة إكس - تويتر سابقاً-، "إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة جباليا هذا إنذار مسبق وأخير قبل الغارة ...".

وأضاف في تغريدة أخرى "إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة بيت لاهيا وبيت حانون. هذا إنذار مسبق وأخير قبل الغارة". عازياً أسباب التحذيرات إلى عودة ما وصفهم بـ "المنظمات الإرهابية" بإطلاق "قذائفها الصاروخية من داخل المدنيين".

ودعا أدرعي سكان هذه المناطق إلى "الانتقال بشكل فوري جنوباً إلى مراكز الإيواء المعروفة".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "تصعيد الأعمال العدائية في غزة خلال الأسبوع الماضي كانت له آثار إنسانية كبيرة، حيث قُتل مئات المدنيين، وظل بعضهم مدفوناً تحت الأنقاض بينما تُرك آخرون في ظل تعثر إنقاذهم".

وتابعت "إن أوامر الإخلاء الجديدة والأعمال العدائية المكثفة تدفع الناس إلى الفرار دون أن يكون لديهم فهم واضح للمناطق الآمنة، وكثيرون ليس لديهم مكان آخر يلجأون إليه. وقد اضطر كثيرون إلى ترك خيامهم وممتلكاتهم".

وشددت على أن "استئناف الأعمال العدائية والعنف يولد حالة من اليأس لدى جميع الأطراف".

ومساء الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي، اعتراض "مقذوفين" أطلقا من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقال الجيش في بيان "بعد انطلاق صفارات الإنذار في المناطق القريبة من قطاع غزة، اعترض الجيش مقذوفين عبرا إلى الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة".

سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي.

وقالت سرايا القدس في بيان "قصفنا سديروت ونتيف هعسراه وزيكيم ومغتصبات غلاف غزة برشقة صاروخية".

وهذه هي المرة الثالثة التي تطلق فيها فصائل مسلحة في غزة صواريخ على الأراضي الإسرائيلية منذ 18 آذار/مارس، عندما أدت عمليات قصف إسرائيلية مكثفة على غزة تلتها عمليات برية جديدة إلى كسر هدنة استمرت شهرين مع حماس.

وكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية العنيفة منذ ساعات فجر الاثنين، بحسب ما أفاد مراسل بي بي سي عربي، إذ قصف بقرابة ثلاثين غارة أهدافاً متفرقة في محافظتي وسط القطاع وجنوبه، مستهدفاً منازل ومنشآت تجارية وسيارات مدنية وخيم نازحين ومساجد.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 730 فلسطينياً قتلوا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي، على قطاع غزة، مؤكدة أن المستشفيات استقبلت 61 قتلوا خلال أربع وعشرين ساعة حتى صباح الاثنين.

ونفذ الجيش غارات متفرقة على مدينة غزة وشمال القطاع، هي الأعنف منذ استئناف الحرب قبل أسبوع، أسفرت عن مقتل أكثر من ستة عشر فلسطينياً، وإصابة العشرات، فضلاً عن دمار واسع، وفق مراسل بي بي سي.

يأتي ذلك غداة مقتل إسماعيل برهوم، وهو قيادي بارز في حركة حماس، في غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى في قطاع غزة، بحسب بيان للحركة، قالت فيه إن "برهوم كان يتلقى العلاج إثر إصابته بجروح حرجة في غارة إسرائيلية استهدفته فجر الثلاثاء الماضي في منزل في خان يونس".

وكان الجيش الإسرائيلي حاصر أيضاً جزءاً من مدينة رفح قرب الحدود المصرية، وفق فرانس برس.

وبشأن وقف إطلاق النار، ذكر مصدر مصري مطّلع لبي بي سي، أن مصر تقدمت بمقترح لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، يتضمن ما وصفه بالـ "وقف التكتيكي لإطلاق النار لنحو 40 يوماً"، ويُفرَج خلاله عن المحتجزين الأمريكيين الخمسة ثم تسليم جثامين الرهائن لدى حماس، على أن يتم ذلك كله في مدار 20 يوماً مع انسحابات متزامنة من جانب إسرائيل.

وأضاف المصدر، أن "تلك الترتيبات المقترحة تتضمن كذلك فتح معبري رفح وكرم أبو سالم لإدخال المساعدات بشكل يُتَّفق عليه، مع عودة المفاوضات بصورة غير مباشرة مع ممثلي حماس لوقف الحرب، وتضْمن مصر والولايات المتحدة وقطر تلك الترتيبات".

وأشار المصدر إلى أن هذا المقترح هو "مقاربة جزئية" لمحصّلة الأفكار الواردة في مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف دون التزام بكل ما جاء في ذلك المقترح. بيد أنه لم يُشر إلى مدى تجاوب باقي الأطراف مع المقترح المصري الجديد.

وكان ويتكوف صرّح في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية، أنه اقترح إفراج حماس خلال محادثات بالدوحة قبل عشرة أيام عن خمس رهائن أحياء مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى بسجون إسرائيل، وتمديد الهدنة بين الطرفين لخمسين يوماً يُدرَسُ خلالها نزعُ سلاح حماس من أجل وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

وسبق وذكر مسؤول العلاقات الخارجية في حماس باسم نعيم لبي بي سي، أن الحركة تدرس حالياً مقترح ويتكوف الإفراج عن خمسة من الرهائن الأحياء شريطة أن يوقَفَ إطلاق النار، وبدء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا، واستئناف إدخال المساعدات.

ورفضت إسرائيل والولايات المتحدة عرض حماس خلال محادثات الدوحة الأسبوع قبل الماضي بالإفراج عن رهينة إسرائيلي أمريكي حي وجثامين أربع رهائن جميعهم من حمَلة نفس الجنسية، قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية الجارية على القطاع.

ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، مقطعاً مصوراً لرهينتين إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

يظهر في الفيديو الذي لا يتجاوز الثلاث دقائق، ولا يمكن التحقق من تاريخ تسجيله، رجلان يجلسان على الأرض ويتحدثان بالعبرية مع رهينة أُفرج عنه سابقاً، ويطالبانه بأن يروي تجربته في الأسر من أجل تسريع الإفراج عنهما.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه عنصراً بارزاً في حماس كان يعمل داخل مجمع المستشفى بعد "عملية جمع معلومات استخباراتية مكثفة"، مؤكداً استخدام "ذخائر دقيقة" لتخفيف الضرر.

وخلال الساعات الماضية، قُتل تسعة أشخاص على الأقل في غارتين إسرائيليتين منفصلتين، بحسب مصادر طبية، الأولى طالت مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات والثانية طالت خيم النازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس، لترتفع حصيلة القتلى منذ فجر اليوم إلى أكثر من 30 قتيلاً.

وقُتِلَ تسعة آخرون، هم أفراد عائلتين في خان يونس، ستة منهم أفراد عائلة نازحة في قصف طال خيمتهم في منطقة قيزان رشوان جنوبي المدينة أشخاص، وثلاثة على الأقل في قصفٍ على منزل في منطقة معن شرقي المدينة.

واستهدفت غارة جوية إسرائيلية الطابق الثاني من مستشفى ناصر، جنوب قطاع غزة الليلة الماضية.

على صعيد متصل، قتل الصحفي حسام شبات أحد مراسلي قناة الجزيرة مباشر في قطاع غزة، بعد نحو ساعة من مقتل الصحفي محمد منصور مراسل قناة "فلسطين اليوم" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك جراء غارات متواصلة على القطاع، ليكون الصحفي الثاني الذي يلقى حتفه في غضون ساعات قليلة.

وأدانت قناة الجزيرة "اغتيال" إسرائيل لمراسلها، شبات، مؤكدة "التزامها باتخاذ جميع الإجراءات القانونية لمقاضاة مرتكبي هذه الجرائم بحق صحفييها".

وطالبت القناة ومقرها قطر، المجتمع الدولي، بـ "اتخاذ إجراءات عملية عاجلة لمعاقبة المتورطين في هذه الجرائم البشعة"، مؤكدة "تضامنها مع الصحفيين في غزة حتى تحقيق العدالة ومعاقبة المسؤولين".

وتحدّث بعض شهود العيان لبي بي سي عربي عن القصف، وقال أحدهم "كنت أنا والشباب نقف أمام مستشفى ناصر، وفجأة سمعنا صوت صاروخ. ولم يكن لدينا وقت للركض... وفجأة، هز انفجار قوي المنطقة بأكملها. فوجئنا أن هذا الانفجار كان داخل مستشفى ناصر".

وأضاف "الحمد لله أننا نجونا بأعجوبة من الموت، لكن حالة من الذعر أصابت الجميع هناك".

وقال شاهد عيان آخر"كنا نسير في الشارع المجاور لمستشفى ناصر عندما استهدفته طائرة بدون طيار دون سابق إنذار. لم نكن بعيدين عن المستشفى عندما رأينا المبنى فوق قسم الطوارئ يُقصف بطائرة بدون طيار. شعرنا بالرعب والخوف، وأصابتنا الشظايا. الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيات قطاع غزة عمداً في كل يوم".

وقال شاهد عيان ثالث: "كنا نقف أمام مجمع ناصر الطبي عندما وقع الهجوم دون سابق إنذار. كنا نكسب عيشنا من بيع بعض السلع وفجأة وقع الانفجار".

وأضاف "لا أدري كم سنبقى تحت وطأة كل هذا القصف والغارات. كان العديد من الأطفال يبكون حولنا... كانوا في حالة صدمة، بعضهم فقدوا أمهاتهم... وكانت هناك نساء فقدن أطفالهن".

وأردف قائلاً: "كان العديد من الشباب والنساء والأطفال يبكون في الشارع. هذا قدرنا في غزة، حرب لها بداية ولكن ليس لها نهاية... استهدفت الغارة مستشفى في قلب منطقة آمنة".

وقال المسؤول إن القيادي الآخر في حماس صلاح البردويل، قُتل في غارة جوية إسرائيلية منفصلة في خان يونس يوم الأحد.

استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة في 18 مارس/آذار، منهيةً بذلك وقف إطلاق نار دام قرابة شهرين.

مساء الأحد، ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، واستئناف القتال في القطاع، بحسب ما أفاد مكتب نتنياهو.

وقال المكتب في بيان إن روبيو "أعرب عن دعم الولايات المتحدة الراسخ لإسرائيل وسياساتها".

وقبيل وصولها مساءً إلى إسرائيل، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من القاهرة إلى الإفراج عن الرهائن وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة واستئناف المفاوضات.

في هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأحد، إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة "طوعاً"، في قرار نددت به منظمة إسرائيلية غير حكومية مناهضة للاستيطان.

قد يهمك أيضــــــــــــــا