هبة بريس تعد الرياضة أحد أهم الوسائل التي تعزز من صورة أي مدينة وتساهم في نشر روح التآزر والتعاون بين أفراد المجتمع. ورغم ذلك، يواجه العديد من الفرق الرياضية في مدينة جرسيف تحديات كبيرة في سبيل الحصول على الدعم المالي الكافي لاستمرار نشاطاتها وتحقيق النجاحات. في هذا السياق، أثار قرار جماعة جرسيف بحرمان الفرق الرياضية من المنحة المالية المخصصة لها تساؤلات واسعة حول أولويات الدعم المالي في المدينة. **حرمان الفرق الرياضية من المنحة:** من المفترض أن تقدم الجماعات المحلية دعماً للفرق الرياضية كي تتمكن من مواصلة تدريبها والمشاركة في المنافسات الرياضية على مختلف الأصعدة. إلا أن جماعة جرسيف قررت هذا العام عدم تخصيص أي منحة مالية للفرق الرياضية المحلية، وهو ما أثار استياءً واسعاً في صفوف المهتمين بالشأن الرياضي وأبناء المدينة الذين يرون في هذا القرار إهمالاً للطاقات الشابة التي تمثل أمل المدينة في الظهور على الساحة الرياضية الوطنية. يواجه معظم الفرق الرياضية في جرسيف، وخاصة في كرة اليد، وضعاً مالياً صعباً. فهي تعتمد بشكل كبير على الدعم المحلي للمشاركة في البطولات المحلية والمساهمة في تحسين مستواها الفني. وفي غياب المنحة التي يتم تخصيصها عادةً من قبل جماعة المدينة، يجد العديد من الرياضيين أنفسهم أمام تحديات مالية قد تؤدي إلى توقف نشاطات الفرق أو تقليصها بشكل كبير. **منحة المهرجان: تخصيص أموال طائلة لمهرجان الزيتون** في مقابل ذلك، قررت جماعة جرسيف تخصيص مبلغ كبير، يصل إلى عشرين مليون سنتيم، لتنظيم "عشاء الأعيان" بمناسبة مهرجان الزيتون الذي سينتهي في غضون يومين. وعلى الرغم من أهمية المهرجانات الثقافية في تعزيز الهوية المحلية وتنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة، إلا أن تخصيص هذا المبلغ الكبير في وقت تعاني فيه الفرق الرياضية من نقص حاد في التمويل يثير العديد من التساؤلات حول أولويات الإنفاق المحلي. **التباين بين أولويات الجماعة:** لا يمكن إنكار أهمية مهرجان الزيتون في إبراز المدينة ثقافياً وسياحياً. لكن، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الفرق الرياضية في جرسيف، يبقى من الصعب تبرير تخصيص أموال ضخمة لمناسبة اجتماعية تنتهي في يومين، بينما يتم إهمال فرق رياضية قادرة على رفع اسم المدينة على الساحة الوطنية. فبينما يساهم المهرجان في تنشيط السياحة المحلية، فإن الفرق الرياضية قد تلعب دوراً مهماً في تحفيز الشباب على الانخراط في الأنشطة البدنية والصحية، مما يعود بالنفع على المجتمع بأسره على المدى الطويل. **أين الأولوية؟** منطقياً، كان من المفترض أن يتم تخصيص جزء من الأموال الموجهة لتنظيم المهرجانات الثقافية لدعم الأنشطة الرياضية التي تحتاج إلى الاستمرارية والدعم المستمر. قد يكون من الأنسب أن يتم تحقيق توازن بين دعم الفعاليات الثقافية والرياضة، بحيث لا يُستثنى أحدهما على حساب الآخر. فالتنمية الرياضية في المدينة تساهم في بناء جيل شاب متمكن وصحي، في حين أن الثقافة والفن يمكن أن يعززا هوية المدينة وقيمها. **ختاماً:** إن هذا التباين في تخصيص الأموال بين الرياضة والمهرجانات الثقافية يثير علامات استفهام حول كيفية اتخاذ القرارات في جماعة جرسيف، وحول مدى تأثير هذه القرارات على واقع الفرق الرياضية في المدينة. ربما حان الوقت لإعادة النظر في أولويات الدعم المالي، بحيث يتم تحقيق توازن بين الاهتمام بالأنشطة الثقافية والفنية، وبين الاستثمار في تنمية الرياضة المحلية التي هي أساس بناء مجتمع صحي وناجح.