هبة بريس- عبد اللطيف بركة
تواجه مدينة أكادير، وخاصة أحيائها الرئيسية وشريطها الساحلي ، ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بشكل متسارع، مما أصبح يشكل تهديداً حقيقياً لسلامة المواطنين. هذه الظاهرة التي كانت تقتصر على بعض الأحياء، أصبحت اليوم تمتد إلى العديد من الشوارع والأماكن العامة، مسببة القلق والتوتر للساكنة، خاصة السياح المغاربة و الأجانب ومعهم الأطفال الذين يرتادون المؤسسات التعليمية سيراً على الأقدام.
مخاطر صحية واجتماعية
لا يخفى على أحد أن الكلاب الضالة قد تتسبب في العديد من المخاطر الصحية، وأبرزها خطر داء الكلب، الذي يعد من الأمراض الفتاكة. فقد أظهرت الإحصائيات أن عضات الكلاب قد تؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة قد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم العلاج بشكل سريع ، وقد سجلت مدينة اكادير عدة حالات وفاة بسبب عضة الكلاب المسعورة ، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الانتشار الواسع للكلاب المتشردة يهدد راحة المواطنين ويؤدي إلى حالة من الخوف والهلع في الأحياء المتضررة، خصوصاً خلال ساعات الليل.
أسباب تزايد الظاهرة
تزايد أعداد الكلاب الضالة في أكادير يعود بالأساس إلى توفر بيئة ملائمة لتكاثرها. فالأماكن التي يتم فيها رمي النفايات، مثل بقايا الطعام ومخلفات الدواجن واللحوم، تعتبر من أبرز الأسباب التي تشجع على تكاثر هذه الكلاب. هذه المواد الغذائية الجاذبة تساعد في تكوين مجموعات كبيرة من الكلاب الضالة التي تنتشر في الشوارع والأحياء السكنية، مما يزيد من خطورة الوضع ويزيد من مخاوف السكان.
غض الطرف من الجهات المعنية
إحدى القضايا المثارة من قبل المتضررين هي غياب التدخل الفعّال من قبل الجهات المختصة. فبالرغم من تزايد الشكاوى والمطالبات من قبل المواطنين، لا يبدو أن هناك خطوات عملية ملموسة لمعالجة هذه الظاهرة. هذا الأمر يطرح العديد من التساؤلات حول فعالية البرامج والخطط التي تم الإعلان عنها لمكافحة انتشار الكلاب الضالة، ومدى جاهزية السلطات المحلية لتوفير حلول مستدامة لهذه المشكلة المتفاقمة.
دعوات للتدخل السريع
دعا العديد من المتضررين إلى ضرورة تدخل السلطات المحلية بشكل عاجل لحل هذه المشكلة التي أصبحت تهدد الصحة العامة والأمن الشخصي. هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول بديلة مثل إنشاء مراكز لرعاية الكلاب الضالة وتخصيص فرق متخصصة في جمعها واحتوائها بشكل آمن. من الضروري أيضاً زيادة الوعي لدى السكان حول كيفية التعامل مع هذه الكلاب واتخاذ التدابير الوقائية للحفاظ على سلامتهم.
ظاهرة الكلاب الضالة في مدينة أكادير أصبحت اليوم تمثل أزمة حقيقية تتطلب تدخلاً سريعاً من قبل الجهات المعنية. إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لحل هذه المشكلة، فقد تستمر في تهديد سلامة المواطنين وتعريضهم لمخاطر صحية واجتماعية كبيرة. إن وضع حلول فورية لهذه الظاهرة أمر ضروري لضمان راحة السكان والحفاظ على النظام العام في المدينة.