انطلاق قافلة توعوية لتحسيس سكان طاطا بترشيد استعمال الماء

هبة بريس- طاطا    في خطوة هامة ضمن جهود المملكة لمواجهة تحديات أزمة الإجهاد المائي، إنطلقت يوم أمس الثلاثاء 24 دجنبر الجاري ، بإقليم طاطا قافلة توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الماء والحفاظ على هذه الثروة الحيوية. المبادرة التي نظمتها الشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس - ماسة ش.م.، تتزامن مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في إطار سياسة المملكة لمكافحة ندرة المياه ومخاطرها المتزايدة. القافلة التوعوية، التي ستجوب مختلف مناطق الإقليم من 24 إلى 26 دجنبر الجاري، تنظم بالتوازي مع معرض توعوي حول ترشيد استعمال الماء في جماعة طاطا، وذلك في إطار تنفيذ مقتضيات الدورية الوزارية لوزارة الداخلية بخصوص تفعيل التدابير المتعلقة بالإجهاد المائي، إضافة إلى القرار العاملي رقم 215 الخاص بتدبير الموارد المائية في الإقليم. وفي افتتاح الحملة التحسيسية ، أكد صلاح الدين أمال، عامل إقليم طاطا، في كلمته الافتتاحية أن "تحسيس المواطنين بضرورة ترشيد استعمال الماء هو مسؤولية وطنية جماعية"، مشيراً إلى أن الأزمة المائية تتطلب تضافر الجهود على كافة الأصعدة من أجل التوعية بأهمية الحفاظ على المياه، التي تعد "ثروة وطنية وأمانة للأجيال القادمة". وأوضح عامل الإقليم أن الترشيد لا يقتصر فقط على الرفع من كفاءة استخدام الموارد المائية، بل يشمل أيضاً زرع ثقافة جديدة بين الأفراد والمجتمعات حول كيفية التعامل مع هذه المادة الحيوية في حياتهم اليومية. كما شهد اللقاء عرضاً مفصلاً قدمه رئيس قطاع التواصل بالشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس - ماسة، حيث استعرض الدور الرئيسي الذي تقوم به الشركة في تنفيذ هذه الحملة التوعوية، وأهداف القافلة التي تشمل نشر الوعي حول أساليب ترشيد المياه وتقديم حلول عملية للمواطنين للحفاظ عليها. و حضر هذا الحدث عدد من الشخصيات البارزة، من بينها المدير الإقليمي للشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس - ماسة بطاطا، ورؤساء المصالح اللاممركزة، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني ورؤساء الجماعات الترابية الذين أبدوا دعمهم الكامل لهذه المبادرة. و تأتي هذه القافلة في وقت حساس، حيث تشهد المملكة بشكل عام وإقليم طاطا بشكل خاص، تحديات كبيرة بسبب شح الموارد المائية التي تهدد الاستدامة البيئية والاقتصادية. وفي هذا السياق، تشكل هذه المبادرة خطوة حاسمة نحو إرساء ثقافة ترشيد المياه، وضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة. وبذلك، تواصل المملكة المغربية مسارها في تفعيل سياسات الاستدامة المائية، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتها للتنمية الشاملة، عبر توعية المواطنين بأهمية المشاركة في الحفاظ على الموارد الطبيعية ومواجهة التحديات البيئية الراهنة.