جمهورية القبائل

سيحل موضوع القبائل في خريف 2025،  ضيفا في الدورة 36 لمهرجان الكتاب في بريتاني. هذا الحدث الثقافي البارز سيُعقد في مدية كارهاي الواقعة في منطقة فنستير الفرنسية في 25 و26 أكتوبر المقبل. ويأتي هذا الاختيار ليعكس أهمية المنطقة على الصعيد الثقافي والجيوسياسي، لا سيما في ظل التوترات المستمرة بين فرنسا والجزائر.

إعلان مبكر ومفاجئ

على غير العادة، أعلن مهرجان الكتاب في بريتاني عن موضوع دورته المقبلة مبكرًا هذا العام، حيث كشف في مدينة كيمبر، وليس في كارهاي كما هو معتاد، عن تخصيص الدورة للقبائل. هذا الاختيار  له دلالات واضحة على البُعد الرمزي لهذا الموضوع، والذي يرتبط بشكل وثيق بالحركة الأمازيغية في شمال أفريقيا. وسيترأس الدورة هذا العام فرحات مهني، رئيس حركة من أجل تقرير مصير القبائل (ماك) ورئيس الحكومة المؤقتة للقبائل (أنفاد)، الذي يعد من الشخصيات البارزة في هذا السياق.

تزامن مع رأس السنة الأمازيغية

من اللافت أن الإعلان عن الموضوع يتزامن مع رأس السنة الأمازيغية، الذي يوافق يوم 11 يناير 2025، وهو احتفال مهم لأبناء منطقة القبائل. في مدينة كيمبر، سيتم تنظيم احتفال بهذه المناسبة للمرة الثانية على التوالي، ليُعزز العلاقة بين الثقافة الأمازيغية والأدب في المنطقة. ويشارك في هذا الحدث فرحات مهني، مما يضيف مزيدًا من الرمزية والدلالات السياسية للحدث. تبدو دورة مهرجان الكتاب في بريتاني لعام 2025 فرصة استثنائية لتعريف الجمهور الفرنسي والعالمي بثقافة القبائل وحركتها السياسية. من خلال هذا الحدث، يُتوقع أن يتم تسليط الضوء على القضايا الجيوسياسية والثقافية التي تهم المنطقة، مما يساهم في توثيق العلاقة بين الأدب والثقافة الأمازيغية. ويُعتبر اختيار موضوع القبائل في الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان الكتاب في بريتاني ضربة موجعة للنظام العسكري في الجزائر، حيث يعكس التحديات السياسية والثقافية التي تواجهها منطقة القبائل. هذا الاختيار يسلط الضوء على قضايا الهوية والحرية التي تمثل تحديًا للنظام الحاكم، ويُعتبر بمثابة بداية لحرب جديدة في الساحة السياسية الجزائرية، حيث تزداد التوترات بين السلطات والمطالبات بحقوق الأمازيغ.