تماسك أحزاب التحالف الثلاثي أمام الاختبار.. الخلافات تخرج إلى السطح

هبة بريس- عبد اللطيف بركة  شهد التحالف الثلاثي المكون من أحزاب "الاحرار"، "الاستقلال"، و"الأصالة والمعاصرة"، في الآونة الأخيرة، موجة من الخلافات التي بدأت بالظهور على السطح، حيث انتقلت من المستوى المركزي إلى المستويات المحلية والجماعات الترابية. هذه الخلافات، التي كانت في البداية محصورة داخل أروقة البرلمان، بدأت تؤثر بشكل ملموس على تماسك التحالف الحكومي، مما يثير تساؤلات حول استقرار هذا التكتل في الفترة القادمة. من البرلمان إلى الجماعات الترابية تتجلى أولى بوادر التوتر بين مكونات التحالف في الخلافات التي نشبت داخل البرلمان، حيث وجه حزب "الأصالة والمعاصرة" انتقادات لاذعة لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة. هذه الانتقادات لم تكن مجرد خلافات سياسية عرضية، بل تمثل بداية لشرخ قد يتسع بين أطراف التحالف. على مستوى الجماعات الترابية، الأمر لم يكن أفضل حالًا، حيث نشب صراع حاد بين حزبي "الحمامة" (حزب التجمع الوطني للأحرار) و"الجرار" (حزب الأصالة والمعاصرة) حول رئاسات عدد من الجماعات الترابية. وفشلت مكونات التحالف في التوافق حول تشكيل مكاتب هذه الجماعات، ما أضاف مزيدًا من الضغوط على العلاقة بين الأحزاب المشاركة في الحكومة. خلافات عميقة حول التدبير والملفات الاجتماعية بعيدًا عن المعارك السياسية على المستوى التنظيمي، تزايدت الخلافات بين الأحزاب الثلاثة على ملفات حيوية تشغل الرأي العام، أبرزها قضايا البطالة وغلاء المعيشة. هذه الملفات الاجتماعية حساسة للغاية، وتؤثر بشكل مباشر على المواطنين، ما يجعل الأحزاب في موقف حرج أمام الرأي العام. بالإضافة إلى ذلك، تزايدت "الخرجات الإعلامية" للأحزاب المتنازعَة، حيث تعبر كل مكون من مكونات التحالف عن وجهة نظره في هذه القضايا، ما يزيد من تعميق الهوة بينهما. أزمة رئاسة جماعة سبع عيون: مؤشر على توتر العلاقات ومن الأمثلة البارزة على تعمق الخلافات داخل التحالف، تصاعد الأزمة حول رئاسة جماعة سبع عيون بإقليم الحاجب. وبعد عزل رئيس الجماعة المنتمي لحزب "الاستقلال"، انسحب حزبا "الأحرار" و"الأصالة" من دعم مرشح الحزب ذاته في إطار التحالف، مما أثار غضب العديد من المناضلين المحليين في صفوف حزب "الاستقلال" وجعل الأمور أكثر تعقيدًا. هذه الحادثة تبرز بشكل واضح التحديات التي يواجهها التحالف في تدبير التنسيق بين أعضائه على المستوى المحلي. هل هي بداية الصراع الداخلي قبيل الانتخابات ؟؟ كل هذه المؤشرات، سواء على المستوى المركزي أو المحلي، تطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان التحالف الثلاثي قادرًا على تجاوز هذه الخلافات قبل موعد الانتخابات المقبلة. ومع تصاعد الضغوط على الأحزاب الثلاثة من مناضليها في الجهات، يبدو أن تماسك التحالف أمام اختبار سياسي قد يحدد مصير الحكومة المقبلة. إجمالًا، يبدو أن الفترة القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان التحالف قادرًا على تجاوز خلافاته الداخلية والظهور بوحدة أمام الرأي العام، أم أن هذه الخلافات ستؤدي إلى تفكك ينعكس على مستقبله السياسي في الانتخابات القادمة.