هبة بريس - محمد زريوح
يُعد سد “محمد الخامس”، الواقع بحوض ملوية بين إقليمي الناظور وتاوريرت، من أبرز المنشآت المائية التي ساهمت لعقود في تأمين المياه للزراعة والصناعة والمناطق السكنية المحيطة.
لكن مع مرور الوقت، أصبح هذا السد يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتراجع حقينته، مما يثير مخاوف بشأن الأمن المائي في المنطقة.
وفقاً للإحصائيات الصادرة عن منصة “الما ديالنا”، والتي أُطلقت في عام 2023 من طرف وزارة التجهيز والماء، كانت حقينة سد محمد الخامس في أوجها عام 1967 عندما بلغت 726 مليون متر مكعب.
آنذاك، كان السد يشكل ضمانة أساسية لتلبية احتياجات السكان والأنشطة الاقتصادية. لكن منذ ذلك الحين، بدأ المخزون المائي للسد يشهد انخفاضاً تدريجياً يثير القلق.
خلال السبعينيات والثمانينيات، تراجع مخزون السد بشكل ملحوظ.
ففي عام 1975، انخفضت حقينته إلى 569 مليون متر مكعب، ثم واصلت التراجع إلى 468 مليون متر مكعب بحلول عام 1990. هذه التراجعات شكلت بداية أزمة مائية كانت تلوح في الأفق، وازدادت سوءاً مع اقتراب الألفية الجديدة.
في السنوات التالية، استمر المنحنى التنازلي للحقينة ليصل إلى مستويات غير مسبوقة. ففي عام 2008، بلغت حقينة السد 279 مليون متر مكعب فقط. وبحلول عام 2022، دخل السد مرحلة حرجة مع تراجع مخزونه إلى 165 مليون متر مكعب، وهو أدنى مستوى منذ إنشائه.
اليوم، وفي مطلع عام 2025، تشير الإحصائيات إلى أن حقينة السد وصلت إلى 107.3 مليون متر مكعب فقط. هذا الوضع ينذر بالخطر ويؤكد الحاجة إلى تدخلات عاجلة لمعالجة الوضع، سواء عبر تحسين إدارة الموارد المائية أو تعزيز اللجوء إلى الحلول البديلة مثل تحلية المياه أو تقنيات الري الحديثة للحفاظ على استدامة هذا المورد الحيوي.