الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وشنقريحة

هبة بريس-يوسف أقضاض

بدأت فترة ترؤس الجزائر لمجلس الأمن الدولي في بداية العام الحالي بالكثير من الآمال والتوقعات لدى الشعب الجزائري، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال وفضحت ازدواجية خطاب النظام الجزائري ونفاقه.

كشفت هذه الفترة عن فشل كبير في العديد من القضايا الدولية. ورغم الشعارات الكبيرة التي تبناها النظام، كانت الحصيلة النهائية بعيدة عن الطموحات التي طالما تحدث عنها المسؤولون، مما يعكس تبايناً بين الخطاب السياسي والواقع الفعلي على الساحة الدولية.

فشل إدراج قضية الصحراء المغربية

أولى خيبات الأمل تمثلت في فشل الجزائر في إدراج قضية الصحراء المغربية في أجندة مجلس الأمن الدولي خلال فترة رئاستها.

وعلى الرغم من محاولاتها الحثيثة لاستغلال منصبها في دفع القضية إلى الواجهة الدولية، لم تتمكن الجزائر من إحداث أي اختراق في هذا الملف.

هذا الفشل يعكس عدم اقتناع المجتمع الدولي بأطروحة الجزائر وفقدانها المصداقية على الساحة الدولية في ما يتعلق بالقضايا الحساسة.

التناقض في السياسة تجاه إسرائيل

سعى النظام الجزائري على مستوى أبواقه الإعلامية إلى الترويج إلى الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، بينما في الواقع، أظهرت مؤشرات كثيرة رغبة الجزائر في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. هذا التوجه ظهر جليًا في مساعي الجزائر للاعتراف بإسرائيل.

يشير هذا التناقض إلى الازدواجية في السياسة الجزائرية، ونفاق النظام الجزائري التي أثرت سلبًا على مصداقيتها على الساحة الدولية.

حادثة السفير الإسرائيلي: صدمة دبلوماسية

أحد أبرز الأحداث التي شهدتها رئاسة الجزائر لمجلس الأمن كان الحادث الذي وقع خلال إحدى الجلسات، حيث تعرض مندوب الجزائر، عمار بنجامع، للإهانة من قبل دبلوماسي إسرائيلي.

وأظهر هذا الحادث ضعف قدرة الجزائر على فرض احترام مواقفها في المنتديات الدولية، مما أثر سلبًا على صورتها أمام المجتمع الدولي.

نهاية رئاسة الجزائر لمجلس الأمن

وانتهت بذلك الدورة الرئاسية الجزائرية لمجلس الأمن، لتكشف عن واقع مؤلم. الحصيلة كانت سلبية على جميع الأصعدة، مما يجعل من الصعب تصور نجاح الجزائر في مساعٍ مشابهة في المستقبل القريب.

يرى العديد من المتتبعين أن الجزائر ستجد نفسها بعيدًا عن تحقيق أي تقدم حقيقي في الساحة الدولية. وقد تشهد الجزائر تحولات جذرية في السنوات القادمة، وربما يكون من الصعب رؤية فرصة جديدة لترؤس المجلس في المستقبل.

سقوط الأقنعة: كشف حقيقة الخطاب الإعلامي

في الختام، سقط القناع عن النظام الجزائري وأبواقه الإعلامية التي طالما روجت لخطاب دعم فلسطين وحملت لواء العداء لإسرائيل.

فقد جاءت هذه الدورة الرئاسية لتكشف عن الوجه الآخر للنظام الجزائري الذي اعترف بشكل غير مباشر بوجود إسرائيل في المحافل الدولية.

هذا الاعتراف يكشف نفاق نظام الكابرانات وأبواقه الإعلامية، مما يجعل حصيلة هذه التجربة تجربة فاشلة بكل المقاييس.