سامي بن عبد الله الصالح

بقلم الدكتور / سامي بن عبد الله الصالح، سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب بمناسبة الزيارة المرتقبة لمعالي وزير الحج والعمرة السعودي للمملكة المغربية، نستعرض تجربة عائلة مغربية من قلب الريف في رحلتها الروحانية لأداء مناسك العمرة، في قصة تجسد عمق العلاقات المغربية السعودية وروح التعاون في خدمة ضيوف الرحمن. "لم تكن مجرد رحلة عادية"، هكذا بدأ الحاج محمد أمزيان (55 عاماً) حديثه وهو يسترجع ذكريات رحلته مع عائلته لأداء العمرة في مكة المكرمة. "كانت حلماً راودنا لسنوات، وبفضل التسهيلات الحديثة والخدمات المتطورة التي تقدمها المملكة العربية السعودية، أصبح هذا الحلم حقيقة". مشاعر فياضة في رحاب الكعبة المشرفة تروي زوجته فاطمة (50 عاماً) بعيون دامعة لحظة رؤيتها للكعبة المشرفة لأول مرة: "عندما وقعت عيناي على بيت الله الحرام، شعرت بغصة عميقة تغلغلت في روحي. كل التعب والمشقة تلاشت في تلك اللحظة المقدسة، وبدا كل شيء ممكنًا". التحول الرقمي وتيسير الإجراءات يشيد الحاج أمزيان بالتطور الملحوظ في الخدمات المقدمة للمعتمرين: "كل شيء أصبح رقمياً وسهلاً. من حجز الفنادق إلى التنقل بين المشاعر المقدسة. التطبيقات الذكية ساعدتنا في معرفة أوقات الصلاة والتوجيهات وحتى في التواصل مع المرشدين الروحيين". المدينة المنورة: محطة لا تُنسى في المدينة المنورة، كان للعائلة موعد آخر مع الروحانيات. يقول ابنهم أحمد (15 عاماً): "زيارة مسجد الرسول ﷺ كانت تجربة غيرت حياتي. الصلاة في الروضة الشريفة والسلام على النبي الكريم لحظات ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد، وعززت إيماني بطرق لم أتخيلها يوماً". خدمات متكاملة وراحة تامة تثني الأم فاطمة على مستوى الخدمات والرعاية الصحية: "وجدنا كل ما نحتاج إليه من رعاية طبية ومرافق نظيفة ومريحة. حتى كبار السن والأطفال يجدون كل التسهيلات اللازمة لأداء مناسكهم بيسر". التعاون المغربي السعودي يأتي هذا النموذج الناجح ليؤكد ثمار التعاون الوثيق بين المملكتين المغربية والسعودية في مجال خدمة المعتمرين والزوار. فالتنسيق المستمر بين وزارتي الأوقاف المغربية والحج السعودية أثمر عن تجارب ناجحة لآلاف المغاربة الذين يؤدون مناسك العمرة والحج كل عام. رؤية مستقبلية مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030، يتطلع المعتمرون المغاربة إلى المزيد من التسهيلات والخدمات التي تجعل رحلتهم الروحانية أكثر يسراً وراحة. تختتم العائلة حديثها بالدعاء للمملكتين بدوام التقدم والازدهار، مؤكدين أن تجربتهم في العمرة ستبقى ذكرى خالدة تناقلها الأجيال، وحافزاً لغيرهم من العائلات المغربية لتحقيق حلم زيارة البقاع المقدسة. هل النص لغوياً مناسب