
محمد منفلوطي_هبة بريس
صراخ وفوضى واكتظاظ، وشبه حصار مضروب على ساحة مسجد الخير بسطات تزامنا وتسليم الإمام بعد صلاة يوم الجمعة، حتى أن جنازة رجل وجدت صعوبة بالغة وهي تُشيع إلى مثواها الأخيرة..
هي صورة قاتمة يختزلها حجم الفوضى وعرقلة حركة السير، حتى أن بعض سائقي السيارات يجدون أنفسهم محاصرين يتوسلون فسح المجال.
قد يُفسر البعض تناولنا لهذا الموضوع بأنه تحامل على فئة الباعة المتجولين وحرمانها من فرص الحصول على قوتها اليومي، لكن واقع الحال يوحي بأن الكثير من منتسبي هذه الفئة عاثوا فسادا في الأرض واتخذوا من سياسة الهدنة الغير المعلنة من قبل السلطات المحلية مطية لهم للعبث بالفضاءات البيئية وانتهاك حرمات المساجد وتدنيس ساحاتها بروث دوابها وبقايا نفاياتهم.
فحين تُنتهك حرمات بيوت الله ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل، وحين يجد المسلمون صعوبة بالغة في تشييع جنائزهم بفعل الحصار المضروب والصراخ الذي يملأ الأرجاء، فتلك صور مقززة تستوجب التوقف عليها وعلى تداعياتها فيما يتعلق بالأمن الروحي، لمناقشتها وتمحصها والبحث عن حلول لها.
الصورة هنا حية، من أمام مسجد حي الخير بسطات، حيث وجدت سيارة نقل أموات المسلمين التابعة لبلدية سطات، صعوبة بالغة في تجاوز حواجز العربات المجرورة بالدواب والباعة المتجولين الذين يملؤون المكان فوضى عارمة محاصرين الطرقات ومخلفين وراءهم أكواما من النفايات.
مشهد سيارة نقل الاموات وهي تطلق منبهات أصواتها ضمن مشهد يجسد انتهاك صارخ لحرمات الموتى قبل الأحياء، مشهد خلف حالة من التذمر والاستياء بين جموع المصلين الذين طالبوا السلطات المحلية بالتدخل لفك الحصار عن هذا المسجد.