الشعوذة

هبة بريس- عبد اللطيف بركة في قلب مدينة إنزكان، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، شهدت ساحة المارشي واقعة غريبة هزت أرجاء المدينة وأثارت جدلاً واسعاً بين سكانها. فبينما كان الجميع يستعد لاستقبال رمضان في أجواء من السكينة والروحانية، سادت أجواء من الرعب والترقب بعدما اكتشف عدد من المتواجدين في ساحة المارشي محاولة مشبوهة لتنفيذ طقوس غريبة كان بطلاها شخصين لا يبدوان في عجلة من أمرهما. القصة بدأت عندما نزل الرجلان من سيارة رباعية الدفع، وبينما كان المارة يواصلون تسوقهم في ساحة المارشي، تجمّعوا حول الشابين وهما في محاولة لتعليق سلحفاة على شجرة، بعد تغليفها بمواد غريبة كان من الواضح أنها تُستخدم في أعمال السحر الأسود. لم يكن الأمر مجرد فكرة عابرة، بل كان يتم الإعداد لطقوس غامضة يعتقد أنها قد تلحق الأذى بأبرياء لا ذنب لهم. لحسن الحظ، لم يمر الوقت طويلاً قبل أن يلاحظ أحد المتسوقين هذه التصرفات الغريبة ويبدأ في رفع صوت التحذير، وسرعان ما تجمع الناس حول الشخصين، ونجحوا في منعهم من تنفيذ طقوسهم المشبوهة، في تلك اللحظات، تحولت الساحة إلى ما يشبه ساحة معركة بين فضول من تجمعوا في الساحة ورغبة آخرين في توقيف المشعوذين. مع محاصرة الشخصين، تم الاتصال فوراً بالسلطات الأمنية التي وصلت بسرعة إلى الموقع، وبدأت في التحقيق مع المتهمين. الاعتقال كان سريعا بحكم مصادفة دورية أمنية تمر من المكان، حيث تم توقيفهما وتقديمهما امام النيابة العامة التي قررت متابعتهما. هذه الحادثة أثارت موجة من التساؤلات حول الظواهر الغريبة التي تظهر بين الحين والآخر، خاصة في وقت تزداد فيه الروحانيات والطقوس الرمضانية، هل هي مجرد خرافات؟ أم أن هناك من يحاول استغلال بعض الطقوس المظلمة لأغراض غير معروفة؟ في كل الأحوال، تبقى هذه الحادثة بمثابة دعوة للتأمل، وتذكيرًا بأن اليقظة والحذر هما درع المجتمع في مواجهة كل ما هو غريب وغير مألوف.