
تشهد مناطق متفرقة من جنوب ليبيا غزو أسراب "الجراد الصحراوي" في مشهد يهدد الأمن الغذائي والاقتصادي للمنطقة التي تعاني من الفقر والتهميش منذ عقود.
يثير هذا الغزو المستمر القلق في ظل البطء الملحوظ في الاستجابة من الحكومتين المنقسمتين في شرق وغرب البلاد.
وقد أسفر الهجوم عن أضرار جسيمة في المزارع والمراعي في مختلف المناطق، بما في ذلك تدمير المحاصيل الزراعية من الحبوب والأشجار المثمرة، إضافة إلى التأثيرات السلبية على الغابات ونباتات المراعي.
هذا كله يضاف إلى سرعة تكاثر الجراد الصحراوي، مما يزيد من خطر الأزمة. وفي هذا السياق، صرح حسين البريكي، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، أن الوضع يتطلب رصد ميزانية طوارئ لدعم الجهود المكافحة، خاصة في ظل نقص المبيدات الكيميائية المتاحة.
وكانت اللجنة قد وجهت في أكتوبر الماضي دعوة إلى الحكومتين في شرق وغرب ليبيا لدعم جهود مكافحة الجراد، ولكن دون استجابة ملموسة حتى الآن.
كما أن القلق يزداد مع تزايد انتشار الجراد في مناطق جديدة، خاصة بعد أن وصل إلى المنطقة المتاخمة للمثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، وهاجم قرى في واحة الكفرة، مهددًا بذلك مزارع النخيل والحبوب وأودية الرعي.
ومؤخراً، تواصلت الهجمات في مناطق مثل تراغن، وادي البوانيس، وتمنهنت، ووادي عتبة، حيث تم تلقي بلاغات عن تكرار هجوم الجراد في غات، والتي كانت قد شهدت عمليات مكافحة في 285 هكتاراً الشهر الماضي.
إن استمرار الأزمة دون استجابة فعالة يهدد بزيادة تأثيرات الجراد الصحراوي على الأمن الغذائي في المنطقة، ويستدعي من السلطات العمل العاجل لتوفير الموارد الضرورية والقيام بعمليات المكافحة بشكل أوسع.