
محمد منفلوطي - هبة بريس
ما أن هلّ هلال رمضان الكريم علينا وعليكم باليُمن والبركة وقبول العمل، حتى صارت الشوارع ملأى، والدكاكين والمتاجر كذلك، والجميع يسابق الجميع، ومنبهات السيارات والتريبورتورات تملأ الأرجاء وتعرقل حركة السير وترفع من منسوب الحوادث.
ماهذا.. سباق مع الزمن، واكتظاظ ونرفزة، وسرعة مرعبة.. الكل يسابق عقارب ساعاته.. وكأن لسان حالهم يردد "جري عليا نجري عليك"، مراهقون يتسللون بدراجاتهم النارية المرعبة وسط طوابير السيارات المتوقفة عند نقاط المرور.. بلا حشمة ولا وقار ولاحياء، شعارهم "تخراج العينين عند تقديم النصح إليهم"، منهم من تفنن في حلاقة رأسه التي تعود لزمن العبيد، ومنهم من اختار لباس الفقر والقهر بسراويل ممزقة توحي بضرورة تقديم الصدقة لصاحبها.
الكل يسابق عقارب الساعة... خروج جماعي نحو المحلات والمتاجر والأسواق... الكل يبحث عن ضالته في وقت واحد... نساء رجال وأطفال، وكأن المتاجر ستغلق أبوابها، وكأن المواد الغذائية ستُنفذ...ماهذا ياهذا...
الكل يسارع الخطى، نحو المتاجر والمحلات والأسواق، متأبطا خبزا للسحور، والآخر يبحث عن الطماطم، والآخر عن اللحم ومشتقاته، والآخر والآخر وغيره...،مساهمين في الغلاء دون شعور..
في المقابل، نساء تتدافعن أمام دكاكين البقالة...مستلزمات الطبخ و ألوان البهارات والحلوى الشباكية والسفوف..
وكأن المرء داخل في مجاعة لايكاد يخرج منها...وكأن المحلات التجارية سوف تغلق أبوابها إلى الأبد..وا أسفاه!
مشاهد، اعتدنا جميعا أن نراها تتكرر على رأس كل مناسبة دينية أو وطنية، دون أن نقف وقفة تأمل لنصحح الأخطاء ونأخذ العبر، ونترفع عن هكذا عادات قد تعيق تقدم البلاد وتساهم في الرفع من منسوب الحوادث وارتفاع الأسعار وتشجيع المضاربة والاحتكار؟