
هبة بريس ـ الدار البيضاء
تعتبر موائد الرحمن من أبرز العادات الرمضانية التي تميز المجتمع المغربي، حيث تنتشر في مختلف المدن والقرى لتوفير وجبات إفطار مجانية للمحتاجين وعابري السبيل.
هذه الموائد تمثل تعبيرا عن روح التضامن والتكافل الاجتماعي في شهر رمضان، حيث يجتمع الناس على مائدة واحدة بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية.
في هذا السياق، تتسابق المئات من الجمعيات الخيرية والمواطنين أنفسهم للمساعدة في توزيع الطعام على المارين والمتضررين و عابري السبيل، و هو ما يعكس جوا من الأخوة والتآزر الذي يطبع عادة المغاربة ليس في رمضان وحه بل في سائر أيام السنة.
ومع اقتراب الانتخابات التشريعية التي ستجرى بعد عام، بدأت تثار المخاوف من استغلال بعض الأطراف السياسية لهذه المبادرات الخيرية لأغراض انتخابية.
و يلجأ بعض السياسيين لاستثمار هذه الموائد في توجيه رسائل انتخابية أو كسب تأييد الناخبين من خلال تقديم مساعدات رمضانية، و هو ما يجعل مثل هذه المبادرات قد تكون عرضة للاستغلال لأغراض سياسية.
و يرى البعض أنه من الضروري أن يتم تنظيم موائد الرحمن بشكل مستقل عن أي أجندات سياسية، وأن تظل هذه المبادرات وفية لروح الشهر الكريم وتقاليده في نشر الخير والمساعدة دون تأثيرات خارجية، قيما ينادي العديد من الناشطين المدنيين بضرورة وضع ضوابط ومعايير تضمن نزاهة توزيع المساعدات وتفادي أي توظيف سياسي لهذه المبادرات الإنسانية.