
بقلم سعيد سونا - باحث في الفكر المعاصر
عندما تساقطت القامات في صيحات الربيع العربي ، استغرب العالم من ثبات المغرب في وقت الزحف ، بعدما راوغ الوهم عقول المتربصين بأن المغرب ستصيبه نطيحة لامحالة ، لتتوالى الصفعات على وجوههم ، وهم يشاهدون الإسلاميون يرسمون الاستثناء المغربي الملهم ، بتعايش مع ملك عظيم لايخشى الديموقراطية وصناديق الاقتراع ، ليتم تعضيض كل هذا بدستور ملحمي ، يضم بين أضلعه حزمة من الثوابت لبلد متنور بدولة المؤسسات ، وواقفا بقدمين راسختين على توليفة تجمع بين زبدة جميع الحضارات ، وبتاريخ ضارب لإثني عشر قرنا من الشموخ ، وبشعب غير عادي بشهادة العالم ، بفسيفساء من الإبداع في جميع المجالات ، تحت رعاية أميرا للمؤمنين ، الذي نسج بعبقرية خرافية ، تناغما بين الأمن الروحي للمملكة ، وبين انفتاحه السمح على القيم الكونية ، مما جعل الجذرية لاتتسلل إلى تربته المتماسكة ، بفعل التفاف شعب متشبع بالولاء لبيعته للإمامة العظمة التي توجد في أعناقنا لملك يمتد نسبه إلى جده المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأمر الذي سهل ودلل كل الصعاب ليتوافق الشعب المغربي ويلتف حول الاختيارات الكبرى التي باشرها جلالة الملك منذ اعتلاءه عرش أسلافه الميامين ، في جميع المجالات وفي قلبها العمل على ضمان الأمن الروحي والديني الذي أفضى إلى هذا الاستقرار الذي تنعم به المملكة في عالم مضطرب ، تعمه الاهتزازات ...
وقبل أن نخوض في المجهودات والاستراتجيات التي رسمها أمير المؤمنين في إصلاح الحقل الديني ، والتي قام بتنزيلها بنجاعة متميزة الوزير أحمد التوفيق بعقله الإستراتيجي ، لابد أن نشير من باب التأصيل لقدسية السياق التاريخاني والأكاديمي ، إلى معطى تاريخي أساسي ، يتمثل في تنامي الصحوة الدينية منذ سبعينيات القرن العشرين ، صحوة شملت كل ديانات العالم ومنها الإسلام، مما دفع بعض الباحثين في أواسط التسعينيات إلى التنبؤ بقرب اندلاع صراع حضاري على أساس ديني، وخصوصا بين حضارتي الإسلام و الغرب.
لكن النموذج المغربي في إصلاح الحقل الديني بدد كل هاته المخاوف ، حيث أخضعت المملكة ورش الإصلاح الديني، الى سيرورة تجديدية متواصلة، من شأنها أن تجعل المغرب قوة ناعمة فريدة وتستأثر بالاهتمام، فمن آسيا إلى الأمريكيتين، مرورا بأوروبا وإفريقيا، أعربت العديد من الدول عن رغبتها في التعاون مع المملكة الشريك الأساسي الذي يملك تأثيرا ونفوذا وحكمة تكفل له مساهمة قيمة في الحد من التطرف الذي يهدد السلم والأمن العالميين....
1 --- هكذا ساهم الوزير أحمد التوفيق بتوجيهات ملكية لأمير المؤمنين في تحويل المغرب من - الدولة الأمة État-nation - إلى - الدولة الحضارة État de civilisation ' وسط انبهار العالم بهاته التجربة الملهمة التي تعد جواب إصلاحي عميق وبنفس لاينقطع يجنب المغاربة الفتن بالنظر لهاته القوة الناعمة التي ساهمت في إشعاع المغرب عالميا ، الأمر الذي جعل كل الدول تطلب مساعدة المغرب في استنساخ هاته التجربة العبقرية :
أحمد التوفيق الوزير الصامت ذون المضامين الثورية ، والمفكر والرواءي والمؤرخ الكبير ، عمل منذ تعيينه من طرف صاحب الجلالة على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، على إحداث ثورة جدرية صامتة في إصلاح الحقل الديني ، باعتمادات مادية كبيرة ، ذهبت في إتجاه تجويد أداء الموارد البشرية للوزارة ، والتحصين والبناء الخلاق المؤسساتي الذي أفضى إلى توحيد الخطاب الديني ، حيث أصبح المغرب ممنعا ضد جميع الفيروسات، التي قد تشوش على هذا الاستثناء الإصلاحي للمملكة ، وعلى أمنها الروحي الذي يوجد في قلب اهتمامات الإمامة العظمى لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وباشراف وزير محنك ورجل ثقة يشتغل بمنطق الملفات والتدبير الافقي والعمودي لعمل الوزارة ، وليس بمنطق التدبير اليومي ، بعيدا عن المساحات الإعلامية، واللغط والمزايدات السياسية المقيتة، في أمر جلل لايقبل تعدد الآراء، لأن هدفه الأبدي والإستراتيجي تقديس الاستقرار الذي تعيشه المملكة المغربية في محيط متقلب ، والمساهمة في الأمن القومي للدولة الذي يعد شرف الأمة ومكمن رقيها .
فجاء الحصاد ليعكس جودة الحرث ، فبعدما كانت مصر تزاحمنا في نيلنا لشرف - الدولة الأمة - استطاع المغرب عبر تعبئة جميع الأجهزة من حكومة ومؤسسات الحكامة ، إلى العمل تحت إشراف أمير المؤمنين الذي جعل كما قلنا سابقا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تشتغل بفلسفة تعتمد على تكثيف الإصلاح العمودي على أساس أن كل مجهودات الدولة يجب أن تخدم شرفها القومي ، الأمر جعل المملكة المغربية العظيمة ، تغرد منفردة كدولة حضارة الوحيدة الذي استثمرت في التراث المادي واللامادي الديني والتاريخي والسياسي والثقافي، وبمجهود خرافي ، حقق مرادة ملك وشعب في العيش في كنف -دولة حضارة - رائدة في الأمن الروحي على المستوى العالمي ، في تجلي لمنطقة جغرافية تستمد شرعيتها السياسية من تمثيلها لأمة و قومية مستقلة ذات سيادة جيوسياسية، ودولة حضارة تمثل كيان ثقافي وديني يعتمد على التقاء وتوافق السياسي الجيوسياسي مع الثقافي والديني معا .
2 ---- إليكم إذن الخطوط العريضة للاستراتجية الذي اعتمدها الوزير أحمد التوفيق في إصلاح الحقل الديني بتوجيه من أمير المؤمنين :
يوم 16 ماي 2003 اهتز المغرب على وقع تفجيرات إرهابية نُفذت بمدينة الدار البيضاء. كانت التفجيرات صدمة قوية للمغاربة، ودفعتْ الدولة إلى خوْض حرب على الإرهاب، موازية للحرب الأمنية، متمثلة في إعادة هيكلة الحقل الديني بالمملكة لسد المنافذ التي يتسلل منها الخطاب ذاته.
السيد أحمد توفيق بعد تعيينه سنة 2002 من طرف صاحب الجلالة كوزير للأوقاف والشؤون الاسلامية أدرك بعقله الاستراتجي أن المملكة المغربية، القوية بموقعها كملتقى للثقافات، وبتاريخها المفعم بقيم التسامح والانفتاح، تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مطالبة بمباشرة مسلسل واسع النطاق لإصلاح الحقل الديني، يجسد تفرد التجربة المغربية ضمن سياق إقليمي ودولي غير مستقر .
يتعلق الأمر بمجهود يسترشد بنهج شامل ومتكامل في رؤيته، أصيل في تصوره، وشامل في تنفيذه، مسنود بالدور الذي يضطلع به جلالة الملك باعتباره الضامن لحرية ممارسة الشعائر الدينية. والواقع أن القيادة الملكية والرؤية الشجاعة على مستوى قمة هرم الدولة كانت حاسمة في ترجمة برنامج الإصلاح هذا إلى واقع ملموس، ما أفضى إلى نتيجة مبهرة، قوامها تملُّك المغرب قوة ناعمة جعلت منه مخاطبا مسموع الصوت في الساحة الدولية.
وقد انطلقت مسيرة إصلاح الحقل الديني قبل 20 سنة بالضبط، حيث أرست المملكة، سنة 2004، أسس ودعامات سياستها الجديدة لتدبير المجال الديني ، ومراعاة منه للتحديات الجديدة، شرع المغرب في إعادة هيكلة الحقل الديني، واضعا نصب أعينه، ضرورة وأهمية الحفاظ على الوحدة المذهبية للأمة، المتمثلة في سيادة المذهب المالكي.
وقد حدد جلالة الملك الخطوط العريضة لهذا الإصلاح في الخطاب الملكي السامي لشهر أبريل 2004، حيث قال جلالته في هذا الإطار "ها نحن اليوم، نشرع في إرساء وتفعيل ما سهرنا على إعداده، من إستراتيجية مندمجة وشمولية، متعددة الأبعاد، ثلاثية الأركان، لتأهيل الحقل الديني وتجديده، تحصينا للمغرب من نوازع التطرف والإرهاب، وحفاظا على هويته المتميزة بالوسطية والاعتدال والتسامح".
وهكذا، أُعيدت هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتم إصدار ظهير يقضي بإنشاء مديرية للتعليم العتيق وأخرى مختصة بالمساجد. وتم، ضمن هذا السياق، إضفاء نفس جديد على المجالس العلمية، بدعوة العلماء المشهود لهم بالكفاءة والاطلاع الواسع إلى تبني مبدأ القرب والإنصات عن كثب إلى المواطنين، خاصة منهم الشباب، وذلك بغية تحصينهم من النزعات المتطرفة أو المضللة.
وتجلى قطب رحى إعادة هيكلة الحقل الديني في تحديث التعليم الإسلامي، بغية النهوض بتكوين صلب ومتين في مختلف مجالات العلوم الإسلامية، ضمن مدرسة وطنية موحدة. واستندت المملكة في تنزيل هذه الاستراتيجية على مؤسسات قوية وآليات عمل فعالة تشمل ثلاثة مستويات، تتمثل في الوقاية من الأسباب العميقة للتطرف، وتفكيك خطاب الكراهية، والتحصين من خلال تطوير آليات كفيلة بكبح آفة التطرف.
وتشمل هذه المقاربة عدة مجالات ومحاور، بما في ذلك حماية التنوع الهوياتي، وتعزيز القدرة على الصمود ضد الإيديولوجيات المتطرفة، والتصدي للعوامل السوسيو-اقتصادية التي يمكن أن تؤدي إلى التطرف.
وهكذا، مضت عجلة التغيير على طول هذا المسار الواضح والمحدد على نحو جيد؛ إجراء تلو آخر، ونتائج ملموسة في نهاية المطاف. وهو ما يبرهن على رجاحة المقاربة المغربية الموسومة بالتماسك والاعتدال، الذي ما فتىء يشهد به شركاء المملكة. ويؤكد أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة شيكاغو الأمريكية، يوسف كاسيويت، أن "الإصلاحات التي تمت مباشرتها أسهمت في تجديد إسلام يرتكز على قيم الاعتدال والوسطية والتعايش والعيش المشترك".
هذا التجديد، كان محط كل عناية واهتمام، ولاسيما في القارة الإفريقية، الراغبة في تحصين نفسها من خطر النزعات المتطرفة. ووفاء لتقاليده العريقة في التقاسم، وضع المغرب خبرته رهن إشارة البلدان الافريقية، وخاصة من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وهما الآليتان المعنيتان بتنفيذ الاستراتيجية المغربية الجديدة.
ويتعلق الأمر بحرص المغرب على تقاسم هذه الخبرة والمعرفة، وفقا لمبدأ الترابط الروحي، الذي لا تتساوق فيه المقاربات والتقديرات فحسب، بل أيضا، وقبل كل شيء، القناعات القلبية الصادقة والالتزامات المسؤولة.
وفي هذا الصدد، أشار السيد كاسيويت إلى أن إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة كان "قرارا حكيما"، مؤكدا أن ذلك يبرز "ريادة المغرب في المنطقة باعتباره مركزا للمعرفة والعلوم الدينية". والأكيد أن رمزية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته سبط النبي الكريم وصاحب الإمامة العظمى، يعزز تموقع المغرب باعتباره أرضا للتسامح والتقاسم والسلام، حيث يرمز جلالته إلى هذا الإسلام المستنير القادر على صد استشراء التطرف الذي يقوض كافة جهود التنمية.
بدوره، أبرز الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس ، أهمية هذه الإصلاحات ذات الطابع التجديدي، التي تم الشروع فيها منذ بداية عهد جلالة الملك.
وأكد في هذا الصدد، أن المغرب "أسهم عبر تاريخه في إرساء ثقافة الاحترام المتبادل وقبول الآخر والعيش المشترك. وقد كان بمثابة مرجع ونموذج يحتذى على المستويين الإقليمي والدولي لبناء عالم أفضل يسوده الاحترام والتعايش".
3 ----- السيرة الذاتية والفكرية للوزير أحمد التوفيق :
عين أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، السيد أحمد التوفيق وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية في نونبر2002 . والسيد أحمد التوفيق، من مواليد 22 يونيو 1943 بإيماريغن منطقة الأطلس الكبير الغربي. ويشغل السيد أحمد التوفيق منصب وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية منذ أن عينه به جلالة الملك سنة 2002. مرورا بالحكومات المتوالية لسنوات 2007 و2012 و2017 و2021 و 2024.
الدراسات والشهادات
عمل بالتعليم الابتدائي والثانوي بمراكش من 1961إلى 1964؛
حصل على دبلوم المعلمين سنة 1963
حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1964
حصل على الإجازة في التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1968
حصل على دبلوم التخصص في تاريخ المغرب سنة 1969؛
حصل على دبلوم الدراسات العليا في التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1976.
المهام
1961-1964: تدريب وتدريس بالمدرسة الابتدائية بمراكش؛
1968-1970: تدريس بالتعليم الثانوي بالرباط
1970-1998: أستاذ مساعد ثم محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط
1989-1995: مدير لمعهد الدراسات الإفريقية، التابع لجامعة محمد الخامس؛
1995-2002: محافظ الخزانة العامة للكتب والوثائق (مدير المكتبة الوطنية)
2002: وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية.
المنــشورات
المونوغرافيات :
المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر: 1912-1850(بالعربية)؛
ابن زيدان مؤرخ الدولة العلوية (مساهمة)، 1999.
الإبداع الأدبي
والد وما ولد (رواية)، 2009؛
جارات أبي موسى (رواية)، 1997؛
شجيرة حناء وقمر (رواية بالعربية ترجمت إلى الفرنسية من طرف فيليب فيكرو، نشر فيبوس، 2001)، 1998؛
السيل (رواية)، 1999؛
غريبة الحسين (رواية)، 2002؛
الكتب المحققة
التشوف لابن الزيات (القرن الثاني عشر)، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1983؛
نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني للقادري، 4أجزاء (القرن الثامن عشر)، 1979-1986؛
دعامة اليقين في زعامة المتيقن لأحمد بن أحمد العزفي، 1988
مواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال لمحمد بن عبد الله الكيكي، 1998، بيروت.
الترجمات
أفريقيا لمارمول (ترجمة مع آخرين)، 3أجزاء، الرباط، 1985-1989.
النخبة السياسية المغربية في القرن التاسع عشر لمصطفى الشابي.
المقالات
عشرات المقالات في دوريات مختلفة؛
القانون والحاجة، محاضرة ملقاة بجامعة بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية، 1995.
أعمال التحرير:
مساعد محرر لموسوعة معلمة المغرب؛
مشرف على مجموعة من الرسائل الجامعية؛
تقديم لعشرات الكتب المنشورة.
الإقامات الأكاديمية بالخارج
جامعة السوربون الجديدة (فرنسا)، 1979-1980؛
جامعة هارفارد (الولايات المتحدة الأمريكية)، 1991-1992؛
إقامة تدريس بكلية علوم الأديان بجامعة هارفارد من فاتح يناير إلى 30يونيو 2001.
الأوسـمـة
وسام العرش من درجة ضابط كبير
وسام العرش من درجة فارس
وسام فارس الآداب والفنون للجمهورية الفرنسية (1999).
الجـوائــز
جائزة المغرب للإبداع الأدبي (1998).
الاستشارات العلمية
عضو اللجنة الاستشارية لبرنامج ذاكرة العالم (يونسكو).
4 --- المحصلة :
يجمع جل الاكادميين المغاربة والعرب أن إصلاح الحقل الديني في المغرب حقق أهدافه الكاملة ، معتبرين أن التطرف الموجود في المغرب أقل عنفا مقارنة بعدد من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
ويرجع سبب تراجع حدة وعنف التطرف في المغرب إلى هيكلة الحقل الديني التي شهدتها وتشهدها المملكة، وانتقال المؤسسة الدينية من لعب دورها التقليدي إلى التحديث، حيث جرت إعادة هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجالس العلمية التابعة لها، كما تم توحيد الخطاب الديني.
وبخصوص حماية الهوية الدينية للمغاربة، قلل المتتبعون من تأثير الشيعة على المغاربة، بحيث أن التأصيل العقدي للتشيع كعقيدة لا وجود له في المغرب، لأن المتشيعين يؤمنون بفكرة آل البيت، والنسب الشريف الذي ينحدر منه أمير المؤمنين ...
لذلك أصبح المغرب محصن، بفضل توحيد الخطاب الديني، كما حدث مثلا مع خطبة الجمعة، حيث أصبحت خطبة موحدة، وإن اختلفت مواضيعها، لأنها صادرة عن مرجعية موحدة، وليس كما هو الحال في بلدان أخرى، حيث تلقى خطب جمعة ذات مرجعية سنية وشيعية ...
وبالرغم من أن المغرب أصبح يصدر نموذجه الديني إلى دول أخرى، خاصة في إفريقيا، من خلال تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين الأجانب، يرى البعض أن على المغرب أنْ يمضي خطوات كبرى إلى الأمام، لتوسيع دائرة انتشار نموذجه الديني، على غرار ما تقوم به إيران، التي تستغل جميع الوسائل من أجل ترويج المذهب الشيعي.