
محمد منفلوطي_ هبة بريس
بعد جهد جهيد من قبل أبطال وطني العزيز من فرق البحث والتقصي والانقاذ، تم انتشال جثة الطفلة البريئة "يسرى" من بين الأوحال، وهي التي اختطفتها السيول من قبضة والدها وهما عائدان من المدرسة ببركان..
هي الطفلة يُسرى التي جرفتها السيول عبر بالوعة للصرف الصحي، ليتحول اختفاؤها إلى حدث بارز على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الوطنية، إذ ظل الجميع يتابع ويترقب نبأ العثور عليها، بعد محاولات حثيثة لفرق الانقاذ التي تمكنت من انتشال جثتها من واد الشراعة بعد ساعات من عمليات البحث المكثفة التي شاركت فيها السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية، إلى جانب متطوعين من سكان المنطقة.
واقعة الطفلة يُسرى وحكايتها مع بالوعة للصرف الصحي، نتيجة الأمطار الغزيرة التي عرفتها بركان، تُعيد إلى الأذهان وقائع مشابهة لضحايا بالوعات الصرف الصحي في أماكن متفرقة، أبرزها بالوعة سلا التي ذهب ضحيتها طفل صغير أمام عيْني والدته في وقت سابق، وإصابته بكسور...
واقعة الطفلة " يُسرى"، تعيد إلى الأذهان أحداث مماثلة لضحايا أبرياء ذهبوا جراء ظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي وبيعها في أسواق المتلاشيات بمدن عدة، مما يتطلب الضرب بيد من حديد على هؤلاء المتطاولين على المِلك العام وعلى الممتلكات العامة العابثين بحياة الأبرياء والمشوهين لمنظر قنوات الصرف الصحي بعدد من الشوارع الرئيسية والأحياء الشعبية والتجزئات السكنية الموجودة.
هنا بمدينة سطات على سبيل المثال لا للحصر، فقد بلغت ظاهرة سرقة بالوعات الصرف الصحي مبلغا لا يقبل السكوت عنه، ولا يقبل المزايدات، بل يتطلب يقظة ورصد للمخالفين السارقين العابثين بحياة الأبرياء.
ظاهرة سرقة البالوعات بمدينة سطات وكسائر مدن أخرى، من قبل مجهولين، وأحيانا يتم سرقتها حتى من قبل بعض أصحاب السيارات المختصة في المتلاشيات والنفايات المنزلية، الحديدية والقصديرية، والذين ازداد عددهم وباتوا يجوبون المدينة وضواحيها طولا وعرضا دون حسيب ولارقيب، بأصواتهم المزعجة.
هي فخاخ للموت المجاني، تصبح كذلك، تبتلع ضحاياها من الأبرياء سواء كانوا شيوخا أو أطفالا أو نساء...
هي ظاهرة خطيرة، أبطالها من تجار الأزمات، الباحثين عن لقمة العيش ولو على حياة الآخرين...يقتاتون من مداخيلها العائدة من تجارتهم مع تُجار أصحاب الخردة مقابل أثمنة زهيدة أحيانا مقارنة مع ما تخلفه من ضحايا وحوادث أليمة...
لهؤلاء العابثين بحياة الناس نقول: اتقوا الله في بني جلدتكم...