
بقلم أمين شطيبة
يحتفل عشاق نادي الرجاء الرياضي ، بكيانهم العظيم "النسر" بمناسبة مرور 76 عاما على تأسيسه .. وعندما نغوص في تاريخ هذا النادي العريق ونبحر في أعماقه، يقف الجميع احتراما لهذا الكيان الذي لم يكن في يوم ما هامشيا، بل رقما صعبا في معادلة كرة القدم المغربية والافريقية رغم وجود بعض المنغصات والعراقيل التي اعترت طريقه في الكثير من الأوقات والمناسبات سواء على الصعيد المالي أو الإداري أو وحتى التقني.
الرجاء الرياضي الذي سجل التاريخ ولادته في العشرين مارس 1949 لم يطأطئ رأسه أمام منافسيه رغم أنه في ذلك الوقت كان سياق أخر وبعزيمة الرجال النقابيين والمناضلين خرج الكيان الأخضر من مقهى بويا صالح، شد الرحال بسرعة الصاروخ حتى تبوأ القمة من أوسع الأبواب، ويكفي أنه أول فريق مغربي حقق البطولات من خارج أرض الوطن ووصل لنهائي كأس العالم للأندية البطلة مرورا بشرف اللعب في القدس الشريف .
ستة عقود زائد سبعة والنسر الرجاوي لم يستسلم للرياح العاتية والعقبات ، بل تصدى لها بكل قوة وأثبت للجميع أن مثل هذه العراقيل لن تزيده إلا إصرارا وعزيمة لمواصلة مشواره بكل ثبات.
الكيان الأخضر الذي تتزين خزينته ببطولات خالية من الشوائب يكفيه فخرا أنه خرج من مدرسته قامات وهامات إدارية مرموقة رحم الله من مات وحفظ الله من مازال يتنفس معنا عشق الأخضر ، وأنجب أساطير ونجوما كثيرة ساهمت في صناعة المجد للنادي ولمنتخب الوطن على مدى عقود من الزمن.
الـ76 من التفاؤل والنضال والهيبة والشموخ، عقود في سجل الكيان الذي ولد من رحم المعاناة ليحلق عاليا في سماء هذا الوطن … رحلت الأيام والسنين ولازال هذا العشق يزداد لهيبه يوما بعد يوم إذ لم يعد ذلك الفريق الذي تجمعك به علاقة تسعون دقيقة إلا أنه تجاوز ذلك بكثير، فأصبح مزاجك في الأسبوع متعلقا بنتيجة المباراة التي سبقته، ومزاجك اليومي متعلق بكواليس ما يطبخ داخل أسوار النادي، إذ تخطت الرجاء حالة انتماء إلى كونها إحساس ومشاعر، وأصبحت تعيش "تاراجاويت" في المنزل، المدرسة، المقهى والشارع.
سنة سعيدة لكل عشاق النسر الأخضر ورحم الله من غادرنا لدار البقاء وفرج الله عن المعتقلين .