بقلم : نورالدين بازين  تمثل مراكش واحدة من المدن في العالم التي لم تنتقل إلى استراتيجية سياحية تركز على “الجودة بدلاً من الكمية”. و تتجسد هذه الاستراتيجية في إعطاء الأولوية للمسافرين ذوي الإنفاق الكبير على حساب التركيز على زوار الميزانية المحدودة، وهي خطوة التي يمكن أن تعكس تغيراً استراتيجياً هاماً في قطاع السياحة بالمدينة الحمراء. “نحن نسعى لتقديم تجارب فريدة لزوارنا، تلبي توقعات الذواقة والمتطلبات العالية للمسافرين الذين يفضلون الجودة على الكمية”، قال مدير إحدى وكالات السفر الكبرى في مراكش. وأضاف: “إن هذا التحول يعزز مكانة مراكش كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، مما سيساهم في جذب فئات جديدة من السوق السياحي وتعزيز الاقتصاد المحلي بشكل عام”. فعلى مر السنين، كانت مراكش تعتمد بشكل رئيسي على جذب السياح من جميع أنحاء العالم بفضل جمالها التاريخي والثقافي وتجربة السفر المميزة التي تقدمها. ومع ذلك، فإن التحول الحالي نحو استراتيجية الجودة سيكون رداً على التغيرات في سوق السياحة العالمية وتفضيل المسافرين لتجارب فريدة ومتميزة. ويتضمن هذا التوجه إلى تحسين جودة الخدمات السياحية المقدمة، بما في ذلك الإقامة، والمطاعم، والتجارب الثقافية والترفيهية. كما يتضمن أيضاً التركيز على الترويج للفعاليات الفنية والثقافية والمهرجانات التي تجذب زواراً يتمتعون بقدرة عالية على الإنفاق والبحث عن تجارب فريدة وراقية. وبفضل هذه الاستراتيجية، ستعزز مراكش مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب والمنطقة بأسرها، مما يسهم في جذب شرائح جديدة من السوق السياحي وزيادة الإيرادات بشكل عام.