بقلم : نورالدين بازين تشهد السوق الفندقية المغربية هذا العام توسعاً لافتاً مع استحواذ مجموعة “بيكالباتروس” المصرية على أربع فنادق جديدة، ما يرفع طاقتها الاستيعابية في المغرب إلى أكثر من 2600 غرفة. في مقابلة صحفية، كشف رئيس المجموعة، كامل أبو علي، عن هذه الصفقات دون الإفصاح عن قيمتها، مما يضيف إلى سلسلة استثماراتها المتنامية في البلاد. توسع مجموعة “بيكالباتروس” المصرية في مراكش وأكادير يعكس استراتيجيتها لتعزيز وجودها في السوق المغربية والاستفادة من الزخم السياحي في البلاد. فنادق مثل كلوب سانغو، الذي يضم 349 غرفة في مراكش، تعد إضافة مهمة للمدينة، التي تتمتع بجاذبية كبيرة للسياح الدوليين. كما أن استحواذها على بالميرا بالاس وفندق غولف، بإجمالي 640 غرفة، يمثل دفعة قوية للسوق الفندقية في المدينة، حيث سيتم تجديد هذه الفنادق لرفع مستوى الخدمات المقدمة. في أكادير، استحوذت المجموعة على فندق قصر الورود، الذي يضم 410 غرفة ويتمتع بموقع مميز في المدينة الساحلية. هذا التوسع يضع “بيكالباتروس” في موقع قوي، حيث تدير حالياً سبعة فنادق في المغرب، وتسعى لاستكشاف فرص استثمارية أخرى مع استمرار القطاع السياحي في تحقيق معدلات نمو إيجابية. رؤية استثمارية طموحة أوضح كامل أبو علي، رئيس مجموعة “بيكالباتروس”، أن المغرب يمثل “أرض خصبة للاستثمار السياحي” بفضل موقعه الاستراتيجي، تنوعه الثقافي والطبيعي، والبنية التحتية المتطورة التي تدعم استقبال ملايين السياح سنوياً. وأضاف أن المجموعة استثمرت حتى الآن حوالي 200 مليون دولار في السوق المغربية، مما يعكس الثقة في آفاق النمو الكبيرة التي يقدمها القطاع السياحي في البلاد. مع زيادة الطلب على السياحة في المغرب، تأتي هذه الاستثمارات في توقيت مثالي لدعم جهود الحكومة المغربية التي تسعى لجعل السياحة أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. الحكومة أطلقت عدة مبادرات تهدف إلى تحسين البنية التحتية السياحية، تطوير الخدمات، وترويج الوجهات السياحية الجديدة، مما يعزز فرص جذب الاستثمارات الأجنبية. مجموعة “بيكالباتروس”، التي تدير 29 فندقاً في كل من مصر والمغرب، تركز نشاطاتها في أهم الوجهات السياحية بالبلدين. ففي مصر، تتركز فنادق المجموعة في المناطق السياحية مثل الغردقة ومرسى علم والساحل الشمالي، بينما في المغرب، تركز على مراكش وأكادير، اللتين تعدان من أهم الوجهات السياحية في المملكة. وبالرغم أن مصر كانت المحور الأساسي لاستثمارات المجموعة لفترة طويلة، إلا أن التوسع في المغرب يؤكد على الأهمية المتزايدة التي توليها المجموعة للسوق المغربية في خططها الاستراتيجية. هذا التوجه يظهر نية “بيكالباتروس” في تعزيز وجودها في المغرب كمركز رئيسي لعملياتها السياحية في شمال إفريقيا، خاصة مع التوقعات الإيجابية حول نمو عدد السياح في المغرب خلال السنوات المقبلة، مما يجعل المملكة وجهة استثمارية جذابة على المدى الطويل. نمو القطاع السياحي في المغرب يأتي توسع مجموعة “بيكالباتروس” المصرية في السوق المغربية مدعوماً بأرقام مشجعة لقطاع السياحة في المملكة، حيث بلغت إيرادات القطاع نحو 6 مليارات دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مسجلة زيادة بنسبة 3.67% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على السياحة في المغرب، مما يجعلها واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية في المنطقة. التوقعات تشير إلى أن عدد السياح في المغرب قد يتجاوز 15 مليون سائح بحلول نهاية العام، وهي أرقام تضع البلاد على خريطة السياحة العالمية، مستفيدة من مزيج فريد من الثقافة الغنية، التاريخ العريق، والطبيعة المتنوعة التي تمتاز بها. من مراكش التاريخية إلى شواطئ أكادير، يقدم المغرب تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة. بالنسبة لمجموعة “بيكالباتروس”، هذه الأرقام تعزز من رؤيتها الاستراتيجية لتعزيز تواجدها في السوق المغربية. المجموعة تراهن على النمو المستدام للقطاع السياحي من خلال زيادة استثماراتها وتوسيع محفظتها الفندقية. استحواذها على أربع فنادق جديدة في مراكش وأكادير هو خطوة تعكس ثقتها في السوق المغربية، خاصة مع توقع زيادة الطلب على الفنادق والخدمات السياحية. وبالنظر إلى التوجه الحكومي المغربي لتعزيز السياحة كأحد محركات الاقتصاد الوطني، فإن توسع “بيكالباتروس” ينسجم مع هذا الهدف. المجموعة لا تقتصر على توسيع عدد الفنادق فحسب، بل تخطط أيضاً لتجديد وتحسين مرافقها لتقديم خدمات تلبي تطلعات الزوار. من خلال هذه الاستثمارات، تسعى “بيكالباتروس” لتعزيز مكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع الضيافة المغربي، مستفيدة من الزخم الإيجابي الذي يشهده القطاع، والذي يعكس الإمكانيات الواعدة للسوق على المدى الطويل. هذا التوسع لا يعزز فقط حضور “بيكالباتروس” في المغرب، بل يساهم أيضاً في دعم الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتعزيز جاذبية المغرب كوجهة سياحية عالمية، خاصة مع التزايد المستمر في أعداد السياح وتنامي الطلب على الإقامة الفاخرة والخدمات السياحية عالية الجودة. تأثير التجديد والتطوير جزء أساسي من الاستراتيجية التي تعتمدها مجموعة “بيكالباتروس” لا يقتصر فقط على التوسع من خلال الاستحواذ على الفنادق، بل يمتد إلى تحسين وتطوير البنية الفندقية لتلبية أعلى معايير الجودة. بعد استحواذ المجموعة على فنادق جديدة في مراكش وأكادير، تُرتقب عمليات تجديد شاملة تهدف إلى تحسين جودة الخدمة ورفع مستوى الفخامة، مما يعزز من جاذبيتها في السوق السياحية. تسعى المجموعة من خلال هذه التجديدات إلى تقديم تجربة إقامة أكثر تطوراً ورفاهية، وذلك عبر تحديث المرافق وتوفير خدمات متكاملة تتماشى مع متطلبات الزوار العصريين. من المتوقع أن تشمل عمليات التجديد تطوير الغرف، تحسين التصميم الداخلي، وتزويد الفنادق بأحدث التقنيات والخدمات الفندقية، مثل تحسين الاتصال الرقمي والخدمات الترفيهية الفاخرة، إضافة إلى تحسينات في قطاع المطاعم والمرافق الترفيهية” في السوق المغربية، بل يسهم في رفع مستوى التنافسية الكلي للقطاع الفندقي في البلاد. مع ازدياد عدد السياح الذين يبحثون عن تجارب إقامة راقية، ستتيح هذه التحسينات للمجموعة استقطاب شرائح جديدة من السياح، بما في ذلك المسافرين الباحثين عن الرفاهية، العائلات الراقية، وزوار الأعمال الذين يفضلون الإقامة في فنادق توفر خدمات متميزة وتجارب استثنائية. علاوة على ذلك، سيعزز هذا التوجه نحو الفخامة من مكانة المغرب كوجهة سياحية فاخرة على المستوى العالمي، حيث يُتوقع أن يسهم افتتاح هذه الفنادق بعد التجديد في جذب سياح من أسواق جديدة، وخاصة من أوروبا وأمريكا الشمالية، الذين يرغبون في الإقامة في منشآت تجمع بين التراث المحلي والراحة العصرية. كما أن هذه الاستثمارات في تحسين الفخامة والجودة ستدعم السياحة الفاخرة، وهو قطاع يشهد نمواً متزايداً في السنوات الأخيرة، خاصة مع ازدياد الطلب على الفنادق والمنتجعات الفاخرة في وجهات مثل مراكش وأكادير. باختصار، استراتيجية “بيكالباتروس” في تجديد وتطوير فنادقها في المغرب ليست مجرد خطوة لزيادة طاقتها الاستيعابية، بل هي جزء من رؤية أوسع لتعزيز مكانتها كعلامة تجارية فندقية مرموقة في البلاد، والمساهمة في رفع مستوى السياحة المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي. إن توسع مجموعة “بيكالباتروس” المصرية في السوق المغربية يُعد خطوة استراتيجية تعكس الثقة المتزايدة في إمكانيات المملكة السياحية. ومع توقعات بنمو قطاع السياحة في السنوات القادمة، يبدو أن المجموعة المصرية وضعت أقدامها في موقع يمكنها من جني ثمار هذا النمو.