طارق أعراب تستعد وزارة التربية الوطنية بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لتنظيم المنتدى الوطني للمدرس، الذي يُعتبر أحد أكبر الفعاليات في تاريخ التعليم بالمغرب، حيث سيتجمع فيه 3000 مدعو من نساء ورجال التعليم. ومع ذلك، يثير هذا الحدث تساؤلات عديدة حول أولوياته وأهدافه، خاصة في ظل الميزانية الضخمة التي تتجاوز نصف مليار سنتيم. افتتاح المنتدى: تساؤلات حول الاختيار وأوضحت مصادر كلامكم أنه كان من المتوقع أن يُفتتح المنتدى بشخصية أكاديمية أو مفكر يتناول قضايا التعليم من منظور علمي عميق. لكن المفاجأة كانت اختيار الممثل حسن الفذ، المعروف بفنه الكوميدي، لافتتاح الحدث. هذا الاختيار يُطرح عليه سؤال حول مدى جدية المنتدى في تناول القضايا التربوية، ويعكس رؤية قد تبدو سطحية في التعامل مع موضوع حيوي كالتعليم. التكلفة الباهظة: أولويات مقلوبة؟ وكشفت مصادرنا أن تكلفة تنظيم المنتدى وصلت إلى نصف مليار سنتيم، ما يطرح تساؤلات حول كيفية تخصيص الموارد. في وقت يعاني فيه المدرسون من تأخيرات في تسوية ملفاتهم، تظهر هذه الميزانية كدليل على تباين الأولويات. فما معنى إنفاق مثل هذه الأموال في حين يُحرم المدرسون من حقوقهم الأساسية؟ تعويضات مرتفعة: هل تتناسب مع القيمة؟ وأضافت أنه تم تخصيص تعويض يفوق 20 مليون سنتيم لحسن الفذ، مما يعني أن تكلفة الدقيقة الواحدة من كلمته تصل إلى مليون سنتيم. في الوقت الذي تسعى فيه الوزارة لتبرير الأزمات المالية، يبدو أن الأموال تُصرف بشكل غير مبرر، مما يزيد من مشاعر الإحباط بين صفوف رجال ونساء التعليم. غياب النقابات: إقصاء الصوت الحقيقي وأشارت المصادر ذاتها أنه من المثير للدهشة أن المنتدى لم يشهد حضور أي من المسؤولين النقابيين، مما يعكس غياب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين الذين يمثلون المدرسين. في ظل الحديث المستمر عن أهمية المشاركة والتعاون، يأتي هذا التجاهل ليعكس عدم احترام للدور الحيوي الذي تلعبه النقابات في تحسين أوضاع التعليم. إن المنتدى الوطني للمدرس، رغم أهميته كمنصة للنقاش، يحتاج إلى إعادة تقييم جدية أهدافه ومحتوياته. يجب أن يكون صوت المدرسين ومقترحاتهم محور النقاش، لضمان تحسين واقع التعليم في المغرب. إن معالجة القضايا التربوية بشكل حقيقي يتطلب وجود قيادات مسؤولة قادرة على الاستماع لمطالب الفاعلين في الميدان، وليس مجرد استعراضات تتجاوز الجوانب الحقيقية للأزمة التعليمية.