بقلم: نورالدين بازين في تطور دبلوماسي لافت، أكدت مجلة “جون أفريك” الفرنسية مشاركة الملك محمد السادس في القمة الفرنكفونية المزمع عقدها يومي 4 و5 أكتوبر المقبل بباريس. خطوة ينتظر أن تلقي بظلالها الإيجابية على العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، التي شهدت في الأشهر الماضية توترات وتباينات حول عدد من القضايا الحيوية. اللقاء المنتظر بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يأتي في لحظة حاسمة، حيث تمثل هذه القمة فرصة لترسيخ الحوار بين البلدين وتجاوز العقبات التي عكرت صفو العلاقات الدبلوماسية مؤخراً. باريس، التي تعتبر العاصمة السياسية والثقافية للعالم الفرنكفوني، ستستضيف هذا الحدث الذي يجمع نخبة من قادة العالم، لتؤكد مرة أخرى أهمية المغرب كفاعل رئيسي في المشهد الإفريقي والدولي. مؤشرات تحسن العلاقات بين الرباط وباريس منذ وصول الملك محمد السادس إلى باريس في 18 سبتمبر، بدأت المؤشرات تظهر على انفراج تدريجي في العلاقات بين البلدين. مشاركة الملك في القمة لا تعكس فقط التزام المغرب تجاه الدول الناطقة بالفرنسية، بل تعتبر خطوة استراتيجية لإعادة ضبط المسار الدبلوماسي بين الرباط وباريس. مصادر موثوقة أشارت إلى أن الملك سيترأس وفداً رفيع المستوى، يضم مستشاريه الطيب الفاسي الفهري أو فؤاد علي الهمة، بالإضافة إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة وسفيرة المغرب بفرنسا سميرة سيتايل. هذه المشاركة على أعلى مستوى تؤكد الثقل السياسي والدبلوماسي الذي تحمله هذه القمة، والتي يُنتظر أن تلعب دوراً حاسماً في تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب وفرنسا. القمة الفرنكفونية: فرصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية الحدث الفرنكفوني الذي سيجمع رؤساء دول أفريقية مؤثرة مثل السنغال، الكاميرون، غانا، كوت ديفوار، الغابون، وأنغولا، يمثل فرصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية بين المغرب وهذه الدول. كما يُنتظر أن يشهد هذا الحدث حضور رجال أعمال مغاربة، يمثلون الاتحاد العام لمقاولات المغرب، برئاسة شكيب العلج، للمشاركة في الفعالية الاقتصادية “Franco-Tech” في باريس. تساؤلات حول دور الملك في القمة وفيما يترقب الجميع مشاركة الملك محمد السادس في القمة، تطرح تساؤلات حول مدى انخراطه في فعاليات الحدث. هل سيحضر الملك افتتاح القمة؟ هل سيلقي خطاباً يعزز رؤية المغرب في الفضاء الفرنكفوني؟ هل سيشارك في العشاء الرسمي لرؤساء الدول؟ هذه التساؤلات تبقى مفتوحة، مع تأكيد أن حضوره في باريس يظل رمزاً قوياً على مكانة المغرب في الساحة الدولية. دلالات الحضور المغربي إن حضور الملك محمد السادس في هذا الحدث الدولي يأتي ليؤكد مرة أخرى أن المغرب يلعب دوراً محورياً في تعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب، ودعم قضايا التنمية والديمقراطية في إفريقيا. كما يعكس هذا الحضور رغبة قوية في إعادة بناء الثقة مع فرنسا، من خلال فتح قنوات جديدة للحوار والتعاون. إن القمة الفرنكفونية بباريس قد تكون نقطة تحول هامة في العلاقات المغربية الفرنسية، في ظل التقارب المتزايد بين الرباط وباريس بعد فترة من الفتور. حضور الملك محمد السادس ليس مجرد مشاركة في حدث دولي، بل هو رسالة قوية للعالم بأن المغرب يبقى شريكاً موثوقاً وفاعلاً في تعزيز الحوار والتعاون على المستويات الإقليمية والدولية.