حكيم آيت بلقاسم/ الحوز مع بداية موسم الشتاء، ارتدت جبال أوكايمدن والمناطق الجبلية في إقليم الحوز حلتها البيضاء، بعد موجة من التساقطات الثلجية التي غطت مرتفعات تفوق 1500 متر عن سطح البحر. هذا التحول المذهل في المناظر الطبيعية يأتي كنتيجة لمنخفض جوي بارد مصحوب بأمطار، ما جعل سكان المنطقة والسياح يستمتعون بمشاهد طبيعية أخاذة ونادرة. وتعتبر هذه التساقطات البيضاء بشرى سارة لسكان إقليم الحوز، حيث يعتمد العديد منهم على السياحة الجبلية التي تشهد ذروتها في فصل الشتاء. فمع هذه الثلوج، تنتعش الآمال بزيادة عدد الزوار الذين يتوافدون على أوكايمدن للاستمتاع بالرياضات الشتوية كالتزلج والمشي على الثلج، مما يسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي الذي تأثر بفعل الأزمات الأخيرة. كما تُعد هذه الثلوج مورداً بيئياً مهماً، إذ تمثل مصدرًا أساسيًا لتجديد الموارد المائية مع ذوبانها، وهو أمر بالغ الأهمية لمنطقة جبلية تعتمد على مياه الأنهار الجارية من الذوبان الثلجي. وتبشر هذه الأمطار والثلوج المتواصلة بموسم مائي جيد، يلبي حاجات الفلاحين والسكان ويقلل من حدة الجفاف الذي عانت منه المنطقة في السنوات الماضية. وتتخذ السلطات المحلية في إقليم الحوز كافة الاحتياطات لضمان سلامة السكان والزوار، حيث يتم تعبيد الطرق وتنظيفها من الثلوج بشكل دوري لفتح الممرات المؤدية إلى هذه المناطق الجبلية. كما توفر فرق الإنقاذ والإغاثة استعدادًا للتدخل في حال حدوث أي طارئ، وهو ما يعكس جهود السلطات في جعل أوكايمدن وجهة شتوية آمنة وجذابة. وللاشارة، تثبت أوكايمدن والمناطق الجبلية المجاورة مرة أخرى أنها جوهرة طبيعية فريدة في المغرب، تجذب عشاق الطبيعة والرياضة والمغامرات..