طارق أعراب/آسفي تحولت صورة نخيل ميت على كورنيش آسفي إلى رمز لإخفاق مشروع ضخم، مرَّ دون تحقيق الطموحات ودون محاسبة تُذكر. فبعدما وُضعت آمال كبيرة على تحويل الكورنيش إلى وجهة سياحية تضيف إشراقة للمدينة، اصطدم الواقع بعيوب في التنفيذ وخيبات أمل متتالية، مثيرةً تساؤلات حادة حول التخطيط وسوء الإدارة والشفافية في مشاريع ذات ميزانيات كبيرة. مشروع ضخم… ومشاكل لا تُحصى منذ افتتاح الكورنيش، ظهرت مشكلات لا تخفى على أحد: إنارة ضعيفة بأعمدة متآكلة، وأشجار لم تنمُ، فاستُبدلت بنخيل سرعان ما مات هو الآخر، وكأنه شاهد صامت على الإهمال. حتى الزليج المستخدم، الذي كان يُفترض أن يضفي جمالية على المكان، جاء بألوان باهتة وأصبح متهالكًا ومتشققًا، مما أثار سخط الزائرين وجعل الكورنيش يبدو غير جدير بالميزانية التي وُضعت له. تناقض صارخ مع مشاريع أخرى تزيد المقارنة مع مشاريع أخرى في آسفي، مثل ساحة الاستقلال وساحة سيدي بوذهب، من الإحساس بالغبن. فقد نُفذت هذه الساحات بمواد ذات جودة عالية حظيت بإعجاب الساكنة، مما جعل كورنيش آسفي يظهر كاستثناء غريب لا يعكس الجهود المبذولة في مناطق أخرى من المدينة، رغم أن الميزانية التي خُصصت له كانت كافية لإنجاحه. تحقيقات ومحاسبة مفقودة وبعد أن وصلت الانتقادات ذروتها، طالب حقوقيون بفتح تحقيقا في القضية، لكن دون نتائج معلنة حتى اليوم. هذه التأخرات في المحاسبة باتت تثير قلق السكان الذين يرون في الكورنيش تجسيدًا لإهدار المال العام، مما يفاقم من شعورهم بالإحباط ويدفعهم للمطالبة بالكشف عن المتورطين وإحقاق العدالة. هل يُعيد الإصلاح الثقة للساكنة؟ مع استمرار النداءات، تطالب ساكنة آسفي بتحقيق جاد وشامل يُعيد للمشاريع العامة جودتها، ويضع حدًا للفساد والإهمال. إنهم يطمحون إلى تبني مقاربات جديدة تضمن تنفيذ مشاريع راقية ومستدامة تليق بالمدينة وتحقق تطلعاتها السياحية والاقتصادية.