نورالدين بازين               تعد منطقة صحراء أكفاي واحدة من أبرز الوجهات السياحية بضواحي مراكش، حيث تستقطب سنوياً آلاف الزوار من عشاق المغامرات الصحراوية والتخييم والسياحة البيئية. ومع ذلك، فإن الطريق المؤدية إلى هذه المنطقة تعاني من حالة مزرية ومتردية تسيء إلى صورة السياحة المغربية، حيث تعرقل حركة الزوار والمستثمرين، رغم تخصيص ميزانية ضخمة لإصلاحها. يمثل الطريق المؤدي إلى صحراء أكفاي كابوسًا حقيقيًا للسائقين والزوار، حيث تنتشر الحفر العميقة والتشققات، مما يجعل التنقل عبرها صعبًا وخطيرًا، خصوصًا خلال الفترات الممطرة. هذه الوضعية لا تتسبب فقط في إتلاف المركبات، بل تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة السائقين والمستخدمين، ما يطرح تساؤلات حول غياب الصيانة والتدخل الفوري. رغم الوعود المتكررة للجهات المسؤولة، وتخصيص ميزانية هامة لإصلاح هذه الطريق، إلا أن الواقع على الأرض لم يشهد أي تحسن يذكر. يتحدث بعض الفاعلين المحليين عن تماطل وتسويف غير مفهوم، بينما يشير آخرون إلى إشكالات تتعلق بتدبير الصفقات العمومية والتأخر في تنفيذ المشاريع. تضر حالة الطريق بسمعة السياحة المغربية، حيث يشتكي المستثمرون في المجال السياحي من تراجع أعداد السياح الذين كانوا يقصدون المنطقة للاستمتاع بجمال الطبيعة والتجارب الفريدة التي توفرها أكفاي. كما أن المرشدين السياحيين وأصحاب الوحدات الفندقية والمخيمات الصحراوية يعانون من عزوف الزبائن، بسبب الصعوبات التي تواجههم في الوصول إلى وجهاتهم. أمام هذا الوضع، يطالب العديد من الفاعلين المحليين والمهنيين في قطاع السياحة بفتح تحقيق في مصير الأموال المخصصة لإصلاح الطريق، والتسريع في إصلاحها وتأهيلها وفق معايير الجودة والسلامة، بما يضمن تعزيز جاذبية المنطقة وتحفيز الاستثمار فيها. فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا المشكل؟ أم أن التماطل والتسويف سيبقيان سيد الموقف في ظل تضرر صورة المغرب كوجهة سياحية عالمية؟