طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي تُعد حديقة محطة باب دكالة بمراكش واحدة من آخر المساحات الخضراء القليلة التي توفر متنفسًا حقيقيًا للمسافرين الذين ينتظرون رحلاتهم عبر الحافلات، إضافة إلى كونها مكانًا للراحة لسكان المنطقة. لكن هذه الحديقة التي كانت في الماضي واحة صغيرة وسط زحام المدينة، أصبحت اليوم نقطة سوداء تعكس الإهمال وسوء التدبير. وعلى الرغم من موقعها الاستراتيجي بالقرب من المحطة الطرقية، تعاني الحديقة من تدهور كبير، حيث تحولت مساحاتها الخضراء إلى بقع جافة بسبب غياب العناية وسقي النباتات. المقاعد التي كانت توفر راحة للمسافرين مكسرة أو متسخة، والأزبال متناثرة في كل زاوية، مما جعلها بيئة غير صحية وغير آمنة. فلم يعد بإمكان العائلات أو حتى المسافرين الجلوس في الحديقة بأريحية، إذ أصبحت ملجأ للمتشردين وأماكن مشبوهة لبعض الممارسات غير القانونية. وبدل أن تكون فضاءً للاستراحة والانتظار، تحولت إلى نقطة تثير مخاوف الزوار والمواطنين على حد سواء. ورغم الشكاوى المتكررة من المواطنين والمسافرين، إلا أن الجهات المسؤولة لم تتدخل بعد لإنقاذ هذا الفضاء الحيوي من الإهمال. لا توجد حملات تنظيف دورية، ولا صيانة للأشجار والمقاعد، ولا رقابة أمنية كافية لضبط الوضع. إن إعادة تأهيل حديقة محطة باب دكالة ليس رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على صورة المدينة كوجهة سياحية عالمية، وضمان راحة المسافرين الذين يعبرون المحطة يوميًا. وبحسب مهتمين بالشأن المحلي فإن المطلوب اليوم هو تحرك عاجل من السلطات المحلية والجماعة الحضرية بمراكش لإعادة تهيئة الحديقة، وتعزيز الأمن بها، وإطلاق حملات توعية للحفاظ على نظافتها. للإشارة، إن إنقاذ هذا الفضاء الأخضر سيعيد إليه دوره كمتنفس حضري، ويحميه من أن يتحول إلى مصدر إزعاج وخطر بدل أن يكون نقطة إيجابية في قلب المدينة الحمراء.