خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي شهد سوق الربيع بمراكش، أحد أقدم الأسواق الشعبية بالمدينة، فاجعة حريق مدمّر أتى على عشرات المحلات التجارية، متسببًا في خسائر مادية فادحة، وأثار موجة من الغضب والحزن بين التجار والساكنة المحلية. في ساعات متأخرة من الليل، تفاجأ التجار وأصحاب المحلات بتصاعد ألسنة اللهب من داخل السوق، حيث انتشرت النيران بسرعة وسط المحلات، مستفيدة من المواد القابلة للاشتعال التي تُباع داخل السوق. وعلى الرغم من تدخل عناصر الوقاية المدنية، إلا أن حجم الأضرار كان كبيرًا، حيث التهمت النيران سلعًا تقدر قيمتها بملايين الدراهم، وتركت العشرات من الأسر بدون مصدر رزق. في تصريحات بالصوت والصورة، عبّر العديد من التجار عن صدمتهم وحزنهم لما جرى، حيث قالوا: ويطالب المتضررون بضرورة توفير حلول بديلة، مثل تعويضهم عن الخسائر أو توفير أماكن مؤقتة لمزاولة أنشطتهم التجارية. كما أشار بعضهم إلى أن غياب معايير السلامة وتهالك البنية التحتية للسوق كان من بين الأسباب التي ساهمت في تفاقم الكارثة. فبعد انتشار صور وفيديوهات الحريق، تحركت السلطات المحلية لاحتواء الغضب الشعبي، حيث تم فتح تحقيق لتحديد أسباب الحريق، فيما وعد بعض المسؤولين بدراسة إمكانية تعويض المتضررين. غير أن التجار يؤكدون أن هذه الوعود تظل غير واضحة، ويخشون أن تطول فترة الانتظار دون حلول فعلية. ولا يعد هذا الحريق الأول من نوعه في الأسواق الشعبية بمراكش، فقد شهدت المدينة عدة حرائق مماثلة خلال السنوات الأخيرة، مما يطرح تساؤلات حول التدابير الوقائية ومدى جاهزية السلطات لمواجهة مثل هذه الأزمات. وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال المطروح: هل ستحقق السلطات وعودها بدعم التجار المتضررين؟ أم أن معاناتهم ستطول كما حدث في كوارث سابقة