بيان

يعيش تكتل القوى الديمقراطية منذ أزيد من خمس سنوات أزمة تنظيمية حادة، بدأت مع انشغال الزعيم أحمد ولد داداه عن ممارسة مهامه كرئيس للحزب بسبب الظروف الصحية لحرمه -تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته-، وتفاقمت الأزمة مع تولي خلية في الحزب تسيير أموره الجارية في ظل انعدام وجود نواب للرئيس قادرين على تحمل المسؤولية في غيابه.

وقد أصرت الخلية المذكورة، على تغييب كلي للهيئات خلال تلك الفترة وانفردت بالقرارات المصرية ودخلت في تنسيقات مع السلطة وبعض الفرقاء السياسيين دون الرجوع للمكتب التنفيذي، وأمعنت الخلية في قفزها على النصوص بشكل صريح، من قبيل محاولة تغيير خط الحزب السياسي وأخذ موقف من الانتخابات الرئاسية دون اتباع المسطرة القانونية لذلك.

واستشعارا من الغالبية العظمى لقيادات التكتل ومناضليه لخطورة هذه الوضعية، فقد عملت قيادة الحزب المنتخبة في المؤتمر الاستثنائي المنعقد في الفترة من 30 إلى 01 ابريل 2024  جاهدة على تصحيح مسار الحزب عبر الدعوة لحوار داخلي جدي وصريح يضع الأمور في نصابها ويعيد الحزب إلى مساره الذي عرف به ونال ثقة الكثير من المواطنين من خلاله، إلا أن هذه الخلية رفضت ذلك وأصرت على نهجها الأحادي لتحقيق مآربها الشخصية مستغلة بشكل فاضح الظروف الصحية للزعيم أحمد ولد داداه أطال الله عمره ومتعه بكامل الصحة.

وهكذا وبعد القرار الشخصي الذي اتخذه الرئيس أحمد ولد داداه بدعم مرشح السلطة في الانتخابات الرئاسية المنصرمة، الذي قوبل برفض هيئات الحزب المخولة باتخاذ القرار، وبعد طي ملف الرئاسيات استأنفت قيادة الحزب مسار محاولة رأب الصدع عبر رسالة مفصلة وجهتها للرئيس أحمد ولد داداه ، طالبته في ثناياها بأخذ زمام المبادرة ووضع حد لهذه الأزمة بوصفه الشخصية التي يتفق الجميع على رمزيتها وصدقها ونزاهتها وتحتل مكانة كبيرة في قلوب كل الموريتانيين وبالأحرى التكتليين.

وقد ثمن الزعيم هذه المبادرة وعبر عن انشغاله عن متابعة الأمور اليومية ورغبته في التفرغ للعبادة، واقترح على قيادة الحزب عقد مؤتمر استثنائي وانتخابه رئيسا شرفيا، وتشكيل هيئات توافقية قادرة على الإطلاع بمهامها بشكل جيد.

 

وانطلاقا من ذلك، واستنادا على  المادة 18 من النظام الأساسي للحزب، التأم مؤتمر استثنائي يومي السبت و الأحد 20-21 يوليو 2024 بمقر الحزب بمقاطعة لكصر، بدعوة من ثلثي أعضاء المكتب التنفيذي، وتضمن جدول الأعمال:

-          الحالة العامة في البلد؛

-          الوضعية التنظيمية للحزب.

في النقطة الأولى عبر المؤتمرون عن وعيهم لخطورة الأزمة السياسية والاجتماعية التي تعشيها البلاد في ظل عجز السلطات القائمة عن تقديم حلول ملموسة تخفف من وطأة الظروف المعيشية للمواطنين، و تقلص من الفوارق الاجتماعية و تؤسس لحكامة رشيدة، والتحذير من انتشار الدعوات القبلية و الجهوية و الشرائحية التي تهدد تماسك النسيج الاجتماعي، في ظل الصراعات الملتهبة في المنطقة الجيوسياسية التي تسود فيها الانقلابات و التحولات السياسية الكبيرى.

أما بخصوص الوضعية التنظيمية للحزب، فقد قرر المؤتمرون:

ـ انتخاب الزعيم أحمد داداه رئيسا شرفيا لحزب تكتل القوى الديمقراطية، الذي سيبقى قدوة للديمقراطيين الوطنيين المخلصين، رغم أنف كل الأنظمة و أذنابها التي تحاول أن تنال من مكانته السامقة وسمعته الحسنة.

ـ انتخاب السيد المختار الشيخ رئيسا للحزب، وإطلاق حملة انتساب وتنصيب تفضي إلى تنظيم مؤتمر وطني في أقرب فرصة.

إن المؤتمر الاستثنائي للتكتل، يؤكد على تمسكه بخطه السياسي المعارض، وتشبثه بأهدافه ومبادئه التي أسس عليها من أول يوم، واعتزازه بالماضي المشرف للحزب وللزعيم أحمد ولد داداه ولكل المناضلين الذين بذلوا كل نفيس من أجل تجسيد طموحنا لموريتانيا واقعا معاشا، كما يطالب النظام الحاكم بتغيير نهجه في التعاطي مع الشأن العام، والتوقف عن سياسة إطلاق الشعارات الجوفاء التي انكشف زيفها وأدت إلى انعدام الأفق وفقدان الأمل لدى غالبية المواطنين، ويدعو كافة القوى الحية الوطنية إلى تحمل المسؤولية ورص الصفوف من أجل إرساء ديمقراطية حقة في هذه البلاد، وخلق تنمية تلبي آمال كافة الموريتانيين.

نواكشوط،  21 يوليو 2024

 المؤتمر الاستثنائي لتكتل القوى الديمقراطية