خمس سنوات  عجاف يتبعهم عهد  القحط والجفاف
إلى متى سيبقى ‎الشعب_الموريتاني أسير هذه ‎المذلة وضحية جشع ‎مافيا قذرة تتحكّم بمستقبله، تنهب مئات المليارات بشعارات مزيفة ، نعم مئات المليارات وبكل ثقة نقول ‎اموال_الشعب الموريتاني المسروقة  رغم ان ، جزء يسير فقط منها يغير  ووجه ‎الاقتصاد الموريتاني برمّته؟؟
صناديق   تُنهب بواسطتها المليارات بوقاحة و لا يُحاسب أحد؟!
شعب ميؤوس منه ...قطيع وسوقة ورعاع ودهماء وأغفال ..
أن الإعصار والزلزال والفيضان والجفاف والجراد والأوبئة و فساد السياسيين ...
عقاب الله على خلقه..؟؟ وسلطه علي الشعوب التي ترضي الذلة والاذلال .
لم اكن اظن انه عندما يفشل شخص في ملف الاقتصاد والمالية  في زمن العشرية والذي كانت  النتائج فيه على الارض كارثية  مليارات تنهب ويقال اصحابها ثم تعاد لهم الثقة بعد فترة نقاهة ،ومشاريع يعهد تنفذيها لاشخاص بعينهم لاتكتمل وان اكتملت فتكون مغشوشة ، افلست في عهده كبريات الشركات الوطنية ، بيعت المدارس العمومية بعد فشل المنظومة التعليمية ، وهاهو اليوم يجهز علي ماتبقي من اقتصاد بلد لاكن من موقع افضل  ؟!
هنا يمكن ان نقول ان ... الفساد شامل والاستثناءات قليلة جداً
فساد القضاء، بفساد النظام السياسي، فالنظام السياسي الفاسد، يبحث عن قضاء فاسد مثله، كي يغطي على فساده، ويبرئ ساحته، ويخلي طرفه من أي تهمة
"
وفي حال اهتزاز صورة القضاء، وفساد بعض أجزائه، فإن هذا يؤدي إلى اختلال صورة النظام، وذهاب هيبته، وربما دعا إلى الخروج عليه، مع غياب العدل والحق، وكثرة انتشار صور الظلم والمحسوبية، فإن الأنظمة في هذه الحالة، تلجأ إلى ما تحاول من خلاله تثبيت سلطانها، فلن تجد أمامها إلا اللجوء للحلول الأمنية، بقهر الناس وجبرهم، والاستبداد بحكمهم، بدل أن تعمد لإصلاح جهازها القضائي، تحاول للأسف أن تخضع رقاب مواطنيها، للتسليم للعدالة المشوهة، والظلم المقنع بأحكام قضائية فاسدة.
يؤرقني الفساد المستشري في بلادنا، كيف لم ننجح في هزم هذا الكائن الذي يستشري في كافة مؤسساتنا، ومع ذلك لم نيأس ونحلم بالقضاء على الفساد ومحاربة المفسدين لجعل القانون سيدا لا يسمو فوقه أحد، أسسنا مراكز لرصد هذا السيد الفساد ومنظمات ومراكز للبحث في سر الأقنعة التي يتدثر بها ليختفي عن كل أشكال المحاسبة والرقابة، ومع ذلك وعبر ما يقارب خمسة  وستين  سنة من حصولنا على الاستقلال، لم ننجح برغم كل الترسانة القانونية والوعي المتزايد من محاصرة أخطبوط الفساد الذي يشبه أثر مرض السيدا أو “الإيدز” حيث يدمر جهاز المناعة في ضحاياه بقوة وبسرعة.
.. كلما فكرت في موضوع الفساد انتابتني أسئلة قلقة:

المفسدون هنا يقتربون من الخوارق التي لا تقهر أو تحتاج إلى أبطال أسطوريين للقضاء عليهم وقطع دابرهم.. فبرغم الإجماع الوطني الذي كان حول شخص الرئيس محمد ولد الشيخالغزواني ابان تسلمه السلطة و، الذي أعلن الحرب على الفساد انتهى في آخر المطاف إلى رفع الراية البيضاء، قائلا: “لن نطارد الاشباح بل سنستعين بهم ” أي المفسدين؟
وبرغم أن الشباب الفايسبوكي أبدع صورة قوية لولد الغزواني في بداية حكمه تشبهه بهرقل (hercule)، فإن التماسيح والعفاريت غلبته وهو لم يدخل معها حلبة النزال الحقيقية، فصرح بنفس اليائس “عفا الله عما سلف” وعلى قاعدة القول الفقهي المأثور – وإن في سياق مغاير – “من اشتدت وطأته وجبت طاعته”!
الفساد في موريتانيا لا ينام، فساد في البر والبحر، في الأرض وفي الجو، في الإدارة وفي القطاع العام والقطاع الخاص، في التعليم والصحة والأمن والتجهيز والماء والكهرباء وفي قطاع الخدمات… من أصغر عامل إلى أكبر مسؤول، من موظف عمومي أو خاص إلى رئيس جماعة.. الفساد لا ينام عندنا ليله كنهاره، فهو يداوم عمله بطاقة خارقة، عندنا في موريتانيا، يبدو “السيد الفساد” ذا همة عالية و”خدام عطش” في “بريكول” أبدي، لا يحتاج إلى عشبة الخلود مثل جلجامش، أليس المفسدون أفاعي رقطاء؟
إن القاعدة البديهية تقول بأن المفتاح الأول لهزم العدو هو معرفته وتحديده بدقة، وما دام مصلحونا لم يفعلوا ذلك، فمحال أن يبلغ القصد من حاد عن تحديد عدوه بوضوح، لذلك انهزم المصلحون وانتصر المفسدون على هذه الأرض.
وإلى أن ينجح سياسيونا ومدبرو شأننا العام في الوصول إلى تحديد دقيق للفساد قصد محاربته وقطع دابره، أقول لكم.. كل فساد ونحن تعساء.
بقلم شيخنا سيد محمد