شهدت الدبلوماسية الموريتانية في الفترة الأخيرة تطورًا ملحوظًا واستثنائيًا، حيث أظهرت قدرة عالية على تعزيز مكانة البلاد على الساحة الدولية، وربط علاقات متينة ومتوازنة مع مختلف الدول؛ ومن الواضح أن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل هي نتاج لرؤية استراتيجية محكمة، وقيادة حكيمة وضعت مصالح الوطن في مقدمة أولوياتها.
إشادة بالنجاحات الدبلوماسية
استطاعت موريتانيا في السنوات الأخيرة أن تلعب دورًا محوريًا على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال قيادتها الحكيمة ورؤيتها الثاقبة، أصبحت البلاد شريكًا موثوقًا في قضايا محاربة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي؛ وقد حازت جهودها هذه على إشادة واسعة من المجتمع الدولي.
إلى جانب ذلك، تمكنت الدبلوماسية الموريتانية من تعزيز علاقاتها الثنائية مع العديد من الدول، مما أدى إلى توقيع اتفاقيات استراتيجية تخدم المصالح الوطنية في مجالات الاقتصاد، التعليم، الصحة، والطاقة؛ كما أن مشاركات موريتانيا الفاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية عززت من دورها كلاعب رئيسي في قضايا السلام والتنمية المستدامة.
ومع هذه النجاحات التي لا يمكن إنكارها، ظهرت بعض الأصوات التي تحاول التقليل من شأن ما تحقق، مروجة لانتقادات مغرضة لا تمت للواقع بصلة، والحقيقة أن مثل هذه الآراء لا تعكس سوى محاولة للتغطية على فشل أصحابها في مجاراة النجاحات الموريتانية على الصعيد الدبلوماسي.
إن هذه الانتقادات غالبًا ما تفتقر إلى الموضوعية والطرح البناء، إذ تعتمد على تضخيم بعض التفاصيل الصغيرة أو تأويل المواقف بما يخدم أجندات ضيقة، وفي الحقيقة، فإن النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الموريتانية باتت مصدر إزعاج للبعض الذين اعتادوا النظر إلى موريتانيا كمجرد متلقٍّ للأحداث، فإذا بها اليوم تساهم بفعالية في تشكيل القرارات الدولية.
إن الدبلوماسية الموريتانية اليوم، بموازنة بين المصالح الوطنية والتحالفات الدولية، أضحت نموذجًا يحتذى به في كيفية بناء شراكات متينة ومتوازنة؛ ومن بين أبرز النجاحات:
تعزيز الدور الإقليمي: قيادة البلاد لمبادرات إقليمية تسعى لحل النزاعات ودعم الاستقرار في منطقة الساحل.
التحالفات الاقتصادية: توقيع اتفاقيات مع قوى اقتصادية كبرى لضمان استثمار الموارد الوطنية وتنويع الاقتصاد.
التمثيل الدولي: مشاركة بارزة في المنظمات الدولية مثل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، مع تقديم موريتانيا كنموذج للتعايش والسلم.
إن هذه الإنجازات تمثل مسارًا واضحًا نحو تحقيق مكانة دولية متقدمة، وتؤكد على أن القيادة الدبلوماسية للبلاد تعمل وفق رؤية استراتيجية تعتمد على استثمار موقع البلاد وإمكاناتها.
إن من يحاول التقليل من هذه الإنجازات إنما يعبر عن عجزه عن تقديم بدائل مقنعة أو إنجازات مشابهة؛ وإننا ندعو هؤلاء المنتقدين إلى مراجعة مواقفهم، والعمل على دعم الجهود الدبلوماسية الوطنية بدلًا من التشويش عليها.
وفي المحصلة فإن الدبلوماسية الموريتانية تعيش اليوم مرحلة ذهبية من حيث الإنجازات والتأثير؛ ورغم ما تواجهه من انتقادات مغرضة، فإنها تستمر في تحقيق مكاسب تخدم المصالح الوطنية وترفع مكانة البلاد على الساحة الدولية، هذه النجاحات ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لمسار طويل من البناء والتطوير الذي يتطلب دعمًا داخليًا وتعاضدًا وطنيًا، بعيدًا عن الأصوات التي لا تسعى سوى لإثارة الشكوك والتقليل من شأن الإنجازات.
الشيخ المامي