اعتقد انه بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، ونجاح الرئيس ولد الغزواني لمأمورية ثانية، جعل الجميع، أو المهتمين على الأصح بمتابعة الشأن السياسي، وخصوصا المشفقون منهم على الوطن، يحبسون أنفاسهمْ ترقبا للجديد ، أو لضوء يخرج من النفق ،،، 
وعلى هذا الأساس يمكنني أن أقول ، وبكل وضوح، إن  هناك احتمالين لا ثالث لهما، فإما بعث الأمل من جديد من خلال تشكيلة حكومية جديدة تعطي الانطباع الحسن بأن هناك ارادة جديدة للتغيير الجذري، وأن هناك مأمورية مختلفة عن سابقتها، ولن يكون ذلك ممكنا الا إذا تم التخلص بشكل نهائي من الجماعة التي سيطرت على المشهد منذ فترة وأعاقت عملية البناء والتنمية، وفرضت من المحاصصة الجهوية والقبلية اسلوبا طاغيا وعنوانا بارزا في كل مراحل الدولة، وانظمتها، وهو ما كرسته السنوات الخمس الماضية.  فالجميع يعلم علم اليقين أن مأمورية السيد الرئيس المنصرمة لم تكن في مستوى شعاراته التي رفع وأعلن، ولم تكن كذلك في مستوى الرهانات التي كانت معقودة عليها، حتى من طرف أقرب المقربين منه، ولقد انتهت كما هو معلوم، وهي تعزف على أوتار التهدئة السياسية بين ما كان يعرف بالمعارضة التقليدية والنظام، ولكن  تلك التهدئة لا يمكن أن تظل شعارا يستغفل من خلاله الجمهور الذي بات يعاني من كثير الصعوبات داخليا وخارجيا، قوته اليومي ، مستوى الدخل ، تدني مستوى التعليم، والصحة، ارتفاع الأسعار، تفشي البطالة وهجرة الشباب ، والأدمغة ،،،،،،، الخ، هذا بالإضافة إلى الأمن داخليا وعلى الحدود.
 هذه الأمور كلها، وغيرها كثير، جعل هامش المناورة لم يعد واسعا أمام الرئيس اليوم، فإما أن يمسح الطاولة، وهنا سيكسب الجماهير ، وسيفتح الأمل من جديد ، ولكنه سيدخل في معركة حقيقية مع الفساد والمفسدين المحيطين به، فهل هو قادر على ذلك ؟؟، وإما أن يبقى في تلك الحلقة الضيقة والأسطوانة المشروخة، ويظهر فريقه الحكومي الجديد استنساخا لواقع مأساوي وتكريسا له بطريقة أو بأخرى.
هنا ستكون لحظة موت الأمل، ولا يمكن عندئذ التنبؤ بتبعات تلك الأمور ، ومهما يكن من أمر فالذي لا خلاف فيه هو أن الوطن الموريتاني لم يعد يحتمل اليوم المزيد من التراخي والفساد، لأن الأوضاع الداخلية وسوء الأحوال الذي تكلمنا عنه بايجاز، والوضع الإقليمي الملتهب من حولنا، والأطماع الكثيرة التي عادة ما ترافق الاكتشافات الباطنية للثروات، عند أي مجتمع هش، كلها أمور تتطلب الكثير من الحيطة والحذر ، والقدرة الفائقة على اتخاذ قرارات خطيرة وحاسمة في نفس الوقت، والقدرة على تحمل تبعاتها، وحدها الإرادة والشجاعة في الأوقات المناسبة، فهل يا ترى نحن قادرون اليوم على ذلك ؟ 
أخيارهم حمادي