أقرّ "جيش" الاحتلال الصهيوني أنّ عدّة مركباتٍ صهيونية تعرّضت إلى عملية إطلاق نارٍ قرب مستوطنة "محولا" في منطقة الأغوار الفلسطينية المحتلة، شمالي شرقي الضفة الغربية، الأحد، ما أدى إلى مقتل مستوطن وإصابة آخر.
وقال "جيش" الاحتلال إنّه نشر قواتٍ "في محاولة للوصول إلى منفذي عملية إطلاق النار"، مُعلناً إجراء عمليات بحثٍ وتمشيط واسعة في المنطقة.
وبدوره، أكّد جهاز الإسعاف والطوارئ الصهيوني"نجمة داوود الحمراء"، مقتل مستوطنٍ وإصابة آخر في إثر العملية التي نُفّذت في غور الأردن.
وبشأن تفاصيل العملية، كشفت وسائل إعلام صهيونية أنّ إطلاق النار جرى في موقعيْن، الأول بمحاذاة مستوطنة "روتم" حيث قُتل المستوطن، والثاني عند شارع "90" قرب مستوطنة "محولا"، حيث أصيب آخر.
وأضافت  أنّ  "جيش" الاحتلال دفع بتعزيزات إلى مكان العملية، وأغلق  الطرق والتقاطعات هناك.
نقلت وسائل إعلام صهيونية أنّ مسؤولين عسكريين وأمنين صهاينة وصلوا إلى مكان العملية بهدف "تقييم الوضع"، وبحسب التحقيقات الأولية، فإنّ "المنفذين تجولوا لدقائق على الطريق السريع بحثاً عن أهداف سهلة نسبياً، حتى أطلقوا النار على مركبة توقفت على جانب الطريق وقتلوا سائقها".
 واغلقت قوات الاحتلال في الضفة الغربية  حاجزي "تياسير" و"الحمرا" في الأغوار عقب العملية، في محاولة للوصول إلى منفذها.
كما  "جيش" الاحتلال اقتحم قريتي كردلة وبردلة في الأغوار الشمالية، وأغلق مدينة أريحا وسط الضفة الغربية.
وعلى ضوء العملية في الأغوار، أقرّ رئيس مجلس "بنيامين" الاستيطاني ورئيس مجلس "ياشع" لمستوطنات الضفة الغربية، إسرائيل كاتس، بأنّ "أكثر من 109 عمليات إطلاق نار وقعت خلال الأشهر الستة الماضية فقط"، لافتاً إلى أنّ ذلك يثبت أنّه " لا يتم التعامل مع التهديدات بما يتناسب مع ما تشكله".
المقاومة تتصدى في نابلس
وضمن تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية، أعلنت كتائب شهداء الأقصى- نابلس، في بيان، استهداف مقاتليها القوات الصهيونية المقتحمة لمخيم العين في عدّة محاور بوابل كثيف من الرصاص وخوض اشتباكات عنيفة فجّرت خلالها عبوة ناسفة في آلية عسكرية من نوع "نمر"، ما أدى إلى إعطابها.
وشدّدت شهداء الأقصى عقب عمليتها في مخيم العين على أنّه "من الضفة حتى غزة عبواتنا تحرق آلياتكم".
مباركات للعملية
فصائل المقاومة الفلسطينية باركت العملية البطولية في الأغوار، وأكدت حكرة المقاومة الإسلامية، حماس،أنّها تعدّ رداً طبيعياً على الجرائم الوحشية والإبادة التي يرتكبها "جيش" الاحتلال في قطاع غزة.
وأشارت، في بيانٍ، إلى أنّ هذه العمليات البطولية المستمرة والمتصاعدة في الضفة الغربية تؤكّد رسالة الشعب الفلسطيني الواضحة أنه سيواصل مقاومته وتصدّيه لانتهاكات وجرائم الاحتلال و"جيشه" ومستوطنيه.
وتابعت الحركة أنّ "كل الإجراءات والممارسات الإجرامية في الضفة الغربية والمجازر الوحشية في قطاع غزة لن تفلح في ردع شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة عن أداء واجبها في تدفيع الاحتلال ومستوطنيه ثمن جرائمهم".
وختمت حماس بيانها، بدعوة المقاومة والشباب الثائر في الضفة الغربية إلى مواصلة الاشتباك مع "جيش" الاحتلال ومستوطنيه والتصدي لعمليات الاقتحام المتواصلة في مدن وقرى ومخيمات الضفة، وتصعيد عملياتهم البطولية.
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أنّ العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على جرائم الكيان واستمرار حرب الإبادة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، وليس آخرها عمليات قصف المدارس ومراكز الإيواء في قطاع غزة واستهداف المصلين.
ولفتت الحركة، في بيانٍ، إلى أنّ عمليات الاقتحام والمداهمات التي يمارسها "جيش" الاحتلال في الضفة المحتلة لن تجلب الأمن لمستوطنيه وكيانه.
وبدورها، أكدت حركة المجاهدين أنّ العملية رسالة بالنار من أحرار الشعب الفلسطيني إلى حكومة الاحتلال، التي تواصل جرائم الإبادة الجماعية في غزة وتواصل العدوان الإجرامي على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأضافت أنّ هذه العملية تعكس حالة الثورة المتنامية في فلسطين وتؤكد مجدداً أن شعبنا ماضٍ في مقاومته، و"لن تفلح محاولات العدو ومخططاته في كسر إرادته وعزمه على المقاومة والتحرر".
وشدّدت الحركة أنّ على الاحتلال توقع مزيد من العمليات والضربات من الشعب الفلسطيني الذي سيواصل النضال حتى طرد آخر صهيوني من أراضيه.
وجدّدت دعوتها كل مجاهدي الشعب الفلسطيني ومقاوميه إلى تكثيف ضرباتهم النوعية ضد الاحتلال ومستوطنيه.
حركة فتح الانتفاضة قالت إنّ عملية الأغوار البطولية والنوعية توجه صفعة جديدة للكيان الصهيوني ولكل المنظومة الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال.
وأضافت، في بيانٍ، أنّ العملية تحمل رسالة مفادها "أن الشعب الفلسطيني سيواصل ثورته ومقاومته، وأن العدو الصهيوني ومستوطنيه المجرمين سيدفعون ثمن جرائمهم".
وشدّدت على أنّ المقاومة ستبقى توجه الضربات النوعية والقوية للاحتلال وستفاجئه في كل زمان ومكان، مشيرةً إلى أنّ نجاح المقاومين في تنفيذ عملياتهم في ظل حالة القمع والملاحقة التي يحاول الاحتلال فرضها على شعبنا، وهذا "يعد دليلاً على هشاشة وضعف هذا الكيان".
وفي 4 آب/أغسطس الجاري، قُتل مستوطنان إسرائيليان، وأُصيب 3 آخرون،  في عملية طعن في شارع "موشِه دايان" في منطقة "حولون" جنوبي "تل أبيب"، وفقاً لما أفاد به جهاز الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داوود الحمراء".
وأقرّت إذاعة "جيش" الاحتلال بأنّ منفذ العملية "نفذها في 3 مواقع مختلفة، بمسافة 500 متر بين الإصابات"، مُشيرةً إلى أنّه، وخلال تنقله من موقعٍ إلى آخر، "لم يواجهه أحد، سوى شرطي وصل متأخراً وأطلق النار عليه".