أعاد المجلس العسكري في مالي تسمية 25 مكانا في العاصمة باماكو كآخر إجراء لمحو آثار الاستعمار الفرنسي وحتى علاقة البلاد بمجموعة "إيكواس".
وقال المجلس العسكري إن هدف الإجراء هو إعادة تأكيد "سيادة البلاد".
شوارع وساحات بأسماء رموز وطنية..
وحدد مرسوم صادر عن مجلس الوزراء أسماء الساحات التي تكرم شخصيات تاريخية ورمزية، مثل ساوندياتا كيتا، مؤسس إمبراطورية مالي في القرن الثالث عشر، وكانكو موسى العاشر "مانسا" (ملك الملوك) لإمبراطورية مالي في القرن الثالث عشر.
ومن بين هذه الشخصيات ساموري توري الذي يوصف بأنه أحد أعظم مقاومي الاستعمار في غرب أفريقيا في نهاية القرن التاسع عشر، وسيدو باديان، الكاتب والسياسي الذي كتب بشكل خاص كلمات النشيد الوطني لمالي.
وفي علامة على التوترات الحالية بين سلطات باماكو و"إيكواس"، أصبحت ساحة القمة الأفريقية الفرنسية، الواقعة على الطريق المؤدي إلى مطار باماكو، مكانا لاتحاد دول الساحل.
أما شارع أرشينارد، أحد رموز الإدارة الاستعمارية الفرنسية السابقة، فقد أصبح الآن يحمل اسم شارع الحاج عمر التل، الذي يعتبر أحد أعظم المقاومين ضد الاستعمار الفرنسي.
النيجر وبوركينا فاسو.. خطوات مماثلة..
وقبل مالي، شرعت النيجر وبوركينا فاسو، في تسمية جديدة للشوارع والميادين العامة، باسم إعادة تأكيد سيادتهما.
ففي النيجر؛ ودع النظام العسكري الذي يتولى السلطة في النيجر شارع ديغول وساحة الفرنكوفونية بعد إعادة تسمية العديد من الأماكن التاريخية في العاصمة نيامي التي كانت تحمل أسماء تشيد بفرنسا كقوة استعمارية سابقة.
وقامت السلطات في بوركينا فاسو بتغيير اسم "بوليفارد ديغول" في واغادوغو إلى "بوليفارد توم سانكارا" تكريما لرئيسها السابق.
السنغال.. "شوارع توافق حقائق التاريخ"..
أمر الرئيس السنغالي بصيرو ديوماي افاي الحكومة بالبدء في تغيير أسماء الشوارع في البلاد والمباني العامة "لجعلها متوافقة مع الحقائق التاريخية" ومع ما كان يتطلع إليه "الأبطال الوطنيون الذين طبعوا بالإجماع حياة البلاد".
ووفق البيان الصادر عقب اجتماع الحكومة منتصف الأسبوع الماضي، فقد أصدر الرئيس أوامر لوزيره الأول عثمان سونكو تقضي بـ "إطلاق مشروع إعادة الكتابة العلمية للتاريخ العام للسنغال"، وكذا "إعادة تأهيل وتعزيز التراث التاريخي لبلدياتنا ومدننا".
وحث الرئيس ديوماي فاي الحكومة على "ضرورة العمل من أجل إعادة تأهيل تراث الجزر، ولاسيما غوري وكاراباني"، وكذا "التفكير في إنشاء مجلس وطني لذاكرة وإدارة التراث التاريخي لجعل الحفاظ على تاريخنا عاملا رئيسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسنغال".