عاد الممثل البريطاني ثيو جيمس، والذي تم تعيينه مؤخراً سفيراً للنوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من زيارة إلى موريتانيا، حيث أمضى بعض الوقت مع لاجئين من مالي فروا من العنف وانعدام الأمن في وطنهم ويصارعون الآن من أجل التعامل مع التحديات المرتبطة بتغير المناخ والأزمات الإنسانية المستمرة في منطقة الساحل.

 

تأتي هذه الزيارة قبل مشاركة جيمس في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لتغير المناخ (COP29) والذي سيعقد في باكو، أذربيجان، حيث سينضم إلى المفوضية وإلى ناشطين من اللاجئين ممن عانوا شخصياً من الآثار الكارثية لأزمة المناخ.

 

خلال فترة وجوده في موريتانيا، والتي تستضيف أكثر من 262,000 لاجئ، معظمهم نساء وأطفال من مالي، التقى جيمس بعدد من اللاجئين الماليين والمجتمعات التي تستضيفهم، واطلع عن كثب على الظروف المروعة التي تدفعهم إلى النزوح عن ديارهم وعلى احتياجاتهم، فيما يسعون لإعادة بناء حياتهم.

 

في مخيم أمبرة للاجئين، شاهد جيمس واقع الحياة القاسي التي يمر به اللاجئون، حيث لا يزال تأمين التعليم وفرص العمل الجيدة من الأمور التي يصعب تحقيقها. أما أولئك الذين اضطروا للفرار من الصراع العنيف في مالي فإنهم يواجهون أزمة مركبة تتمثل في مناخ قاسٍ وخطيرٍ على نحو متزايد، حيث تستمر فترة الجفاف لمدة 8-9 أشهر مقارنة بـ3-4 أشهر في السابق.

 

وقال جيمس: "بينما تطالنا جميعاً تأثيرات تغير المناخ، فإن الأشخاص الذين يتحملون العبء الأثقل هم الأقل تحملاً للمسؤولية. في الأسبوع الماضي، حظيت بفرصة الاستماع إلى لاجئين ماليين، مثل مومو، وهو زعيم قبلي يبلغ من العمر 84 عاماً في مخيم أمبرة، والذي قال لي: ‘الغابة تتحدث كثيراً حتى لو كانت صامتة. يجب على العالم أن يفهم أن الشجرة تعاني، وأن الشجرة تصرخ‘. التقيت أيضاً بمريم المهدي، وهي لاجئة مالية، حيث قالت: ‘أخبرهم أننا عطشى، أخبرهم أننا لا نملك ما يكفي من الماء لأنفسنا وأطفالنا وماشيتنا وخضرواتنا - لا يمكننا البقاء على قيد الحياة‘".

 

على الرغم من هذه التحديات، فقد شاهد جيمس أيضاً قوة وعزيمة اللاجئين، وكثير منهم يقودون مبادرات محلية تعود بالنفع على اللاجئين والمجتمعات المحلية. على سبيل المثال، التقى بفرقة إطفاء من اللاجئين المتطوعين بالكامل، والتي تكافح حرائق الغابات التي تهدد مخيمات اللاجئين والمجتمعات المحلية. كما زرعت هذه المجموعة آلاف الأشجار لحماية الأرواح ودعم سبل العيش وحماية البيئة.

 

وقال جيمس: "إن قوتهم في مواجهة مثل هذه التحديات الهائلة تدفعني إلى الالتزام بضمان إيصال أصواتهم. لكن الاستماع فقط ليس كافياً، فالوضع حرج، ويجب العمل، يجب العمل الآن. فهذه المجتمعات تستحق أكثر من مجرد اهتمامنا، إنها بحاجة إلى مكان للجلوس على الطاولة. لهذا السبب أتوجه إلى مؤتمر المناخ التاسع والعشرين - للوقوف إلى جانبهم والدفع من أجل تحقيق تغيير حقيقي وعاجل".