لكل حدث هام فرسانه ورجاله الذين يتصدرون المشهد ويكسبون ثقة الجميع ويهيمنون على الحدث بتأثيرهم وبقدرتهم على الإقناع وسلامة الطرح ووجاهته ويعرفون كيف يستغلون حضورهم أمام أكثر القادة وأكثر الكيانات تأثيرا في السياسات العالمية لصالح قيم ومصالح بلدهم وقارتهم.
هذا ما جسده بالضبط الحضور المشرف والخطاب المتميز لرئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي خلال مشاركته في فعاليات النسخة الأخيرة من قمة ( ابريكس ) التي احتضنتها روسيا الاتحادية.
فقد كان فخامته محل ترحيب خاص بين ظرائه من القادة الذي تابعوا خطابه بأهتمام كبير يتناسب مع إثاره من نقاط هامة وإشكالات مهمة وتوصيات وجيهة وما أثبته من إلمام تام بقضايا بلده وقارته وسبل النهوض بهما ووعي بالمشترك مع مختلف المنظمات والقمم سبيلا لخلق عالم تسوده العدالة ويسوده الوئام بعيدا عن الأشكال والأنماط التي تتهدد القيم والمواثيق العالمية من أزدواجية المعايير واجحاف بحق الدول السائرة في طريق النمو ومبالغة في وسائل النفاذ للموارد التنموية وٱليات تسديدها التي تبنى في الغالب على منطق الاسترداد المبالغ فيه بأعباء مالية اضافية والذي لا يتناسب مع قدرات معظم البلدان في القارة مما يستوجب من الأسرة الدولية بمختلف أطيافها وهيئاتها الفاعلة ضرورة مراجعة تلك الإجراءات وإعادة النظر فيها باعتبارها أبرز الصعوبات الحقيقية التي تعيق التنمية في القارة الأفريقية وتثقل كاهل دولها.
لقد كان خطاب رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي خلال هذه القمة محل إشادة بين قادة الدول الأفريقية ونظرائهم على حد سواء لما تميز به من جراءة في الطرح وتشخيص دقيق للإشكالات والقضايا المطروحة وتطلعات شعوب القارة ووعي بالسبل الكفيلة والتمكين لهذه القارة مع استحضار ما تمتلك من قدرات فائقة كقارة فتية وغنية وواعدو وعلى مستوى الثقة بها من طرف مختلف الشركاء.
ليحجز صاحب الفخامة رئيس الاتحاد الافريقي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بهذا الحضور والأداء المشرف أمام قادة العالم والمؤثرين في مسار سياساته موازينه الاقتصادية المكانة اللائقة بحلحلة قضايا القارة ولفت انتباه الشركاء إلى أولوياتها وجعلهم في خدمة تنميتها وفق منطق يعتمد على الإنصاف ورعاية المصالح المتبادلة واستشعار أهمية الدفع بتنمية القارة.
بقلم : المختار ولد خيه