قال عراقجي في مقابلة مع صحيفة شبيغل الألمانية: أن جمشيد شارمهد كان زعيم جماعة إرهابية، وهذه حقيقة يتجاهلها أصدقاؤنا في ألمانيا ولا يحبون الإشارة إليها.

وأضاف : شارمهد هو المسؤول بمحض إرادته عن تفجير مسجد في شيراز استشهد فيه 14 شخصا وأصيب أكثر من 200 شخص آخر.

وتابع عراقجي: ان اعترافات شارمهد تتعلق بما قبل الاعتقال وليس بعده! عندما كان في أميركا، في مقابلة مع قنوات تلفزيونية، ذكر هذا الفعل بفخر وقال إننا ذهبنا إلى الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونحن نقتلهم. ولذلك فإن جريمة شارمهد باعتباره إرهابيًا وقاتلًا لـ 14 شخصًا واضحة.

وقال وزير الخارجية: على السلطات والمجتمع الألماني القبول بهذه الحقيقة. إذا كانوا يعتقدون أن تشارمهد ألماني، فعليهم أن يعترفوا بأنه ألماني إرهابي. وطبعا من وجهة نظرنا كان شخصا إيرانيا لأننا لا نقبل الجنسية المزدوجة. وباعتباره إيرانيًا، فقد تم اعتقاله ونقله إلى إيران وحكم عليه بالإعدام في محاكمة عادلة بناءً على القوانين الإيرانية.

وتابع عراقجي: لا أفهم هذا الكم من الضجيج والبروباغندا السياسية ضد إيران، وأعتقد أن المجتمع الألماني لا يفهم ما هي الظاهرة التي يواجهها. كما أنني لا أفهم سبب ردود الفعل القوية هذه، فقد تم الحكم على إرهابي بالإعدام.

وأوضح: أوافق على أن البيان الذي نشرته نيابة طهران بهذا الخصوص غامض، وأنه لا يوجد أي ذكر للإعدام في هذا البيان. وعلى أية حال، فإن القضاء الإيراني سينشر المزيد من المعلومات في هذا الصدد إذا لزم الأمر.

وأضاف وزير الخارجية: لقد قدمنا ​​المعلومات التي لدينا إلى السلطات الألمانية وأن شارمهد ليس على قيد الحياة. سواء تمت معاقبته أو مات موتًا طبيعيًا فهذه مسألة ثانوية.

وأوضح عراقجي: ان القضية الأساسية هي أن هذا الشخص كان زعيم جماعة إرهابية واعترف بجرائمه. ونحن على تواصل مع السلطات الألمانية بهذا الخصوص، ويمكن لعائلته أن تطلب نقل الجثة. وبحسب القوانين الإيرانية، فإن عائلة المتوفى هي التي تقرر مكان الدفن. وإذا طلبت عائلته رسمياً نقل الجثة إلى أي مكان للدفن، فلا مانع في رأينا.

وقال: ما يحدث أثناء الاعتقال وربما يصاحبه عنف من قبل الشرطة لا يسمى تعذيباً. لقد رأيت مشهدًا في ألمانيا حيث أطلقت الشرطة الألمانية النار على شخص وقتلته على الفور لمجرد انه احدث خدشا على هيكل سيارة الشرطة.

وتابع عراقجي: قد يحدث شيء أثناء الاعتقال، لكن لم يحدث تعذيب خلاله، جثته موجودة أيضًا، وإذا أرادت عائلته فلا مشكلة لدينا حتى في تشريح الجثة. أما الادعاء بأنه تعرض للتعذيب في السجن فهو مجرد ادعاء.

وقال وزير الخارجية: كاظم درابي مكث في السجون الألمانية 15 عاماً وفقد 17 كيلوغراماً من وزنه في الشهرين الأولين من اعتقاله. وأدعي انا أيضًا أنه تعرض للتعذيب، لكن مجرد الادعاء لا يثبت شيئا.

وتابع عراقجي: حظي شارمهد بمحاكمة عادلة وفقًا للقوانين الإيرانية. بالطبع قوانين إيران وألمانيا مختلفة، لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يجعلنا لا نحترم قوانين بعضنا البعض.

وأضاف وزير الخارجية: كان لديه محامٍ في المحكمة والمستندات متوفرة. عندما لا يختار الشخص محامياً بنفسه، تعين المحكمة له محامياً بديلاً، ويجوز له أيضاً أن يختار محامياً ولم يرغب في ذلك، لكن المحكمة عينت له محامياً بديلاً.

وأوضح عراقجي: يمكنني أيضاً تقديم أدلة كثيرة حول عدم عدالة المحاكم الألمانية. لكننا لسنا هنا لنتجادل مع بعضنا البعض. على كل حال أنا آسف لحدوث هذه الأحداث في العلاقات بين إيران وألمانيا. أتمنى أن يتم منع هذه الأحداث، لكن هذا يتطلب ألا تدعم الحكومة الألمانية أي إرهابي.

وأضاف وزير الخارجية: إن الحكومة الألمانية الحالية انتهكت كافة معايير حقوق الإنسان. إلى جانب إرسال أسلحة ألمانية إلى الكيان الصهيوني والمشاركة في قتل سكان غزة ولبنان، فإنكم تدعمون أيضًا الإرهابي المسؤول عن قتل 14 شخصًا (شارمهد).

وقال عراقجي: أريد أن أتساءل عن سلوك الدول الأوروبية وأميركا المتغطرسة تماماً. حينما يتم القبض على ألماني، تقولون أنه أُخِذ كرهينة، ولا تعيرون اهتماما لجريمته، ولكن إذا قمتم باعتقال شخص ما، تقولون أن العدالة قد تحققت. أوروبا تعتبر نفسها مثالاً للعدالة وتعتبر المحاكم الأخرى غير عادلة؛ هذه إهانة لمشاعر البشر. هذا السلوك المتغطرس لأوروبا هو الذي أوصل الوضع إلى ما عليه الآن.

وأضاف مخاطبا المراسلة: أنت بنفسك تسالينني منذ حوالي 20 دقيقة حول موت إرهابي، بينما لم نشهد أي تحرك من قبل ألمانيا بشأن مقتل 50 ألف شخص في غزة بقدر موت هذا الشخص. ان الضجيج الذي اثرتموه من اجل شارمهد لم تثيروه من أجل الخمسين ألف شخص الذين قُتِلوا في غزة.

وتابع وزير الخارجية: 50 ألف شخص قتلوا في غزة على يد الكيان الإسرائيلي، ولم نر من الحكومة الألمانية حتى اصدار بيان إدانة، أو ان تقدم مشروع قرار في مجلس حقوق الإنسان، أو تفرض عقوبات على الكيان أو ممثليه. هذه كلها معايير مزدوجة. لماذا لا تفهمون أنكم بهذه الطريقة تدمرون هيبة أوروبا وألمانيا في البلدان الأخرى؟ إذا أزيلت هذه المعايير المزدوجة، فسنكون في وضع أفضل للحوار.

وأوضح عراقجي: ان القضية هنا بالتحديد هي أن ألمانيا لديها علاقات مميزة مع "إسرائيل" وقتل الناس ليس مهما بالنسبة لكم.

وتابع: ان 7 أكتوبر كان قرار حماس، ولم تتشاور معنا بشانه، ولكن سواء كان هذا القرار صحيحًا أم خاطئًا، فالتاريخ هو الذي سيحكم. ولكن هناك شيء واحد مؤكد. كل ما حدث هو نتيجة 80 عاماً من احتلال أرض وطن وتهجير وقتل الشعب الفلسطيني. ونتيجة لإبقاء مليوني إنسان في سجن كبير اسمه غزة. وحرمانهم من حق تقرير مصيرهم. كل هذه العوامل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، عملية 7 أكتوبر (طوفان الاقصى) لم تأت من فراغ. لا ينبغي معاقبة الشعب الفلسطيني على ما فعله الألمان باليهود.

وقال وزير الخارجية: لقد حاول الفلسطينيون بكل الطرق تأكيد حقوقهم، بل ودخلوا في مفاوضات، ولكن ماذا حصلوا من المفاوضات؟. عندما تمارس الضغوط على شعب فإنه سيفعل كل ما في وسعه. إذا كنتم تبحثون عن حل حقيقي، فالحل ليس أن تقتلوا شعبا تحت الضغط، وتحرمونه من حقه في الحياة، ثم تقولون لماذا لجأ إلى عمليات العنف.