حاملا هم القارة الإفريقية التي يترأس اتحادها، ومستشعرا عظمة الدور الذي يجب أن يقام به نصرة لأهلنا في غزة وفي كامل فلسطين، وكذلك في لبنان، وساعيا لتضافر الجهود من أجل إنقاذ كوكب الأرض من التحديات التي تواجه المناخ.. شارك رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في قمتين، بحر الأسبوع الجاري، في كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية أذربيجان، خصصت أولاهما للوضع في غزة ولبنان، بينما تناولت الثانية التغيرات المناخية وآثارها السلبية على مستقبل الحياة البشرية.

كان حضور رئيس الجمهورية مميزا بشهادة المراقبين، حيث أن كلماته في افتتاح القمتين شخصت الواقع بدون رتوش، وقدمت الحلول الكفيلة بحل المشكلات، وأظهرت القدرة على إعادة البشر إلى جادة احترام حقوق الإنسان وسيادة الأمن وتمكين التعايش وإلى الطبيعة التي تضمن استمرار الحياة بأمان على كوكب الأرض.

ففي القمة العربية الاسلامية الاستثنائية حول غزة ولبنان، لم يجامل ولد الشيخ الغزواني نظراءه ولم يحابهم، بل أسمعهم الحقيقة المرة التي تحملهم مسؤولية الذود عن قراراتهم السابقة، ومبينا فشل الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي برمته في وضع الحد للتجاوزات الاسرائيلية التي ضربت عرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية، وداست بأقدامها على قرارات الأمم المتحدة ووسعت دائرة عدوانها لتشمل لبنان، وربما تفكر في توسيعها أكثر غير مكترثة بالعواقب الوخيمة لإشعال المنطقة. 

وأوضح رئيس الجمهورية أن الدول والشعوب بحاجة ماسة، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى استعادة ثقتها في قيم ومبادئ الحكامة السياسية الدولية، مدينا ومستنكرا ما تقوم به إسرائيل في فلسطين من ابادة وتدمير، ومؤكدا على تمسك موريتانيا "بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار توطئة للشروع في تطبيق حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية"، وكذاك تضامنه ووقوفه إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق فيما يتعرض له من عدوان غاشم، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار ومساندة كل المبادرات والجهود الرامية إلى تحقيق ذلك.

ولم يشأ ولد الشيخ الغزواني إنهاء كلمته، أمام نظرائه من قادة العرب والمسلمين، دون التأكيد على أن التصدي لما يجري من قتل وتشريد وتجويع واعتقال وتدمير في فلسطين ولبنان هو مسألة "مظلومية شعوب، وحرمة مقدسات، ونصرة أشقاء، لا يمكن التنازل عنها مطلقا".

أما على مستوى ​قمة المناخ كوب 29، التي التأمت في عاصمة أذربيجان، باكو، فقد أبرز ما تبذله القارة الافريقية، كاتحاد وكدول، من جهود كبيرة في سبيل الحد التدريجي من الاحتباس الحراري، وأنها تتوسع في استخدام الطاقات المتجددة، منبها إلى أن ذلك "يستوجب دعمها بقوة في مجال تعزيز القدرة على التكيف والصمود في وجه الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية".

وأضاف أنه "لا بد من تعزيز التعاون والتضامن الدوليين وتعبئة تمويلات تكون على قدر التحدي مع مراعاة أولويات الدول الأقل نموا خاصة في القارة الافريقية".

ودق ولد الشيخ الغزواني ناقوس الخطر، بغرض التحرك بسرعة، لتدارك الوضع قبل فوات الأوان، مشيرا إلى مساهمة موريتانيا، التي وصفها بالهامشية (%0.02) في الانبعاثات الحرارية، حيث تم التقيد بمقتضيات اتفاق باريس وذلك من خلال مكافحة التصحر عبر مبادرة السور الأخضر الكبير، والمساهمة النشطة في لجنة المناخ لمنطقة الساحل، واعتماد ميثاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية الشقيقة، مبينا أن موريتانيا قد اتخذت كذلك إجراءات قوية في سبيل الحد من الانبعاثات الحرارية من قبيل فرض ضريبة على منتجيها داخل البلاد والاستثمار في زيادة مساحات المحميات البحرية والساحلية والقارية واستعادة الأراضي المتدهورة، فضلا عما بذلته من جهود كبيرة في سبيل استغلال مخزونها الطاقوي المتجدد، وزيادة حصة الطاقات المتجددة في مجمل استهلاكها الطاقوي، مجددا الدعوة للمؤسسات المالية والشركات المهتمة بدعم بلاده في هذا التوجه.

لقد جاءت مشاركة رئيس الجمهورية في قمتي الشرق الأوسط والمناخ بمثابة صرخة في أذن الضمير العالمي للعمل على صيانة السلم الدولي من المغامرات، وسلامة الكوكب الأرضي من الجشع.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء