في كل زاوية من زوايا كنكوصة، تتناثر الذكريات وتسيل العبرات، بعدما ودعنا رجلًا قل مثيله، رجل كان رمزًا للعطاء والفضل والإخلاص.
بفقد كابه ولد اعليوه توحشت كنكوصة بوشاح الحداد باكية بنعي قائدها الحنون وفارسها البطل الذي لايشق له غبار.
لقد ظل الراحل كابه طوال حياته يمد يد العون للضعفاء والمحتاجين، ويذلل الصعاب للذين يعانون في صمت.
عُرف الفقيد كابه ولد اعليوه بتواضعه العظيم رغم المناصب السامية التي شغلها طوال مسيرته، فبعد أن تقلد العديد من الحقائب الوزارية والمناصب الرفيعة، ظل محافظا على تواضعه ورفض الظهور بمظهر المتفاخر أو المتسلط.
كان رجلا رحيما عابدا جميل المحيا، قريبًا من الناس، عونًا للمحتاجين، وقلبًا رحيمًا يعطف على الضعفاء ويعطي بلا حدود.
ظل طوال سنوات خدمته مخلصًا لوطنه، يبذل كل ما في وسعه من أجل تقديم الخير والعدالة لأبناء شعبه.
لم يكن كابه ولد اعليوه فقط وزيرًا أو مسؤولًا حكوميًا أو سياسا من الدرجة الأولى، بل كان أخًا وصديقًا لكل فرد من أفراد المجتمع.
لقد وضع الله القبول في الأرض للراحل كابه، فأجمعت بلديات كنكوصة الخمس على فضله ورجاحة عقله وحبه للضعفاء والمساكين، كان شلالا من الخير والحلم والمعروف، يمد يده في تقديم الدعم لكل محتاج ولكل من مرّ في طريقه.
اليوم، وعندما رحل عن دنيانا كابه ولد اعليوه، بكى الضعيف قبل أن يبكي القوي، ودمعت العين على فقدان إنسان غمر الجميع بحنانه وعطفه.
لقد رحل عنا من كان نموذجًا يحتذى به في العطاء والتواضع والعبادة والقيادة، وترك خلفه إرثًا عظيمًا من الخير لا يمكن أن يمحوه الزمن.
سنظل نذكره دائمًا بقلوب ملؤها الحب والدعاء، وستبقى كنكوصة تذكر قائدها الطيب الذي عمل بلا كلل من أجل كل محتاج.
برحيل كابه ولد اعليوه فقدت البلاد أحد أبنائها الذين حملوا في قلوبهم هموم الشعب، وكرسوا أنفسهم لخدمة هذا الوطن العزيز، لكنه رغم غيابه الجسدي، سيظل حيًا في ذاكرة كل من عرفه، وستنير مسيرته الطيبة طريق الأجيال القادمة.
رحم الله الفقيد كابه ولد اعليوه، وأسكنه فسيح جناته، وجعل عمله الصالح في ميزان حسناته.
أعزي كل أخوالي مجتمع تقده وإدوعيش وأولاد الناصر وكل محبيه وكافة أسرة أهل ابيسيف ولد سدوم وانجرتو وخاصة خليله الذي أحبه ورافقه طيلة مشواره الحياتي الوالد محمد ولد ابيسيف .
إنا لله وإنا إليه راجعون.