لم أكتب في حياتي مقالةً لمدح أحد أو الإشادة بمزاياه. لكنني اليوم أبتعد عن هذا المبدأ الذي فرضته على نفسي، ليس من باب المجاملة، بل من باب الواجب والإخلاص. أخصص هذه الشهادة لرجل استثنائي تم تعيينه مؤخرًا رئيسًا لأركان الجيوش.
هذا الضابط ليس مجهولًا. فقد شغل قبل هذا التعيين الرفيع منصب نائب رئيس الأركان العامة ومديرًا للمعدات داخل هيئة الأركان. هذه المناصب شغلها بتفانٍ وكفاءة عالية. إنه رجل لامع، يحظى باحترام الجميع، ومحبوب من زملائه ومرؤوسيه، وقد ترك بصمة في الجيش بصرامته واستقامته.
أما صفاته الإنسانية، فهي لا تقل أهمية عن خبراته المهنية. فهو كريم، وفيّ، وشديد الاحترام. يجسد قيمًا نادرة، يدعم الفقراء والمحتاجين بصمت، ويبقى وفيًا لأصدقائه حتى في أصعب الأوقات، ويتسم بتواضع يثير الإعجاب. هذا الرجل، بتواضعه في مظهره وأسلوب حياته البسيط، يرفض كل أشكال الظلم والمحسوبية.
إن استقامته معروفة للجميع. يتحدث بصراحة، يبتعد عن المجاملات والنفاق، ويبقى بعيدًا عن الفضائح. متحفظ لكنه مثقف للغاية، يضع دائمًا المصلحة العامة وحب موريتانيا فوق كل شيء. فهو لا يؤمن بالقبيلة أو الجهوية او العنصرية، ووطنيته تجعله مستعدًا للتضحية من أجل بلاده.
إن مزاياه تتجاوز حدود الثناء. فهو دليل حي على أن النجاح يمكن تحقيقه مع البقاء مخلصًا للقيم. هذا التعيين ليس مجرد مكافأة لمسيرة استثنائية، بل هو أيضًا وعد بمستقبل أفضل لجيشنا وأمتنا.
وفي الإشادة بالتزامه وإخلاصه لأسمى المبادئ، أنضم إلى كل من يرى فيه قدوة ومثالًا يُحتذى به، رجل شرف ووطني مخلص. أسأل الله أن يوفقه في هذه المهمة الحيوية لبلدنا.
*من صفحة / أحمد ولد خطري