بعد مسيرة حافلة بالتميز والعطاء ونظافة اليد، تصدر اسم اللواء محمد فال ولد الرايس عناوين الأخبار وأحاديث الصالون كشخص مناسب اختاره رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للمكان المناسب.
إن رئيس الجمهورية، بوصفه القائد الأعلى للجيوش والأدرى بالمؤسسة العسكرية التي خدمها لعقود وأدارها بنجاح طيلة عقد كامل، يدرك حساسية منصب قيادة أركان الجيوش وأهميته، ولذلك جاء اختياره الموفق للواء محمد فال ولد الرايس مؤشرا على العناية الفائقة التي يوليها للمؤسسة العسكرية باعتبارها الضامن الأساسي لأمن البلد واستقراره، وصمام أمانه من عواصف التغيير غير الديمقراطي التي عصفت بالعديد من بلدان المنطقة وأدخلتها في دوامات عنف لم تبق ولم تذر.
إن مؤسسة كبيرة ومتشعبة بحجم مؤسستنا العسكرية، تضم مئات الكفاءات وآلاف المخلصين، لا يمكن إلا أن تنال العناية التي تستحقها، خاصة من خلال شفافية الترقيات وكفاءة القيادات، وهو ما حصل ويحصل بالفعل منذ تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم منذ أكثر من خمسة أعوام؟
مواطن كثيرة أثبت فيها اللواء محمد فال ولد الرايس جدارته واستحقاقه لتولي المهام القيادية داخل مختلف مستويات المؤسسة العسكرية، ليتم اليوم تتويج تلك الجدارة وذلك الاستحقاق باستلام قيادة الأركان العامة للجيوش، متكئا على تاريخ حافل بالكفاءة، وثقة كاملة لدى الرئيس.
وفي أول ظهور له بعد التعيين المستحق، وخلال حفل استلام مهامه الجديدة من القائد السابق لأركان الجيوش الفريق المختار بله شعبان، تجلت عبقرية الرجل ونضجه وأهليته لمنصبه الجديد، وفهمه العميق لدور المؤسسة العسكرية في صيانة بيضة الوطن والحفاظ على ازدهاره وكينونته.
كان خطابه، في حفل استلام مهامه من سلفه الفريق المختار بله شعبان، مفعما بفهم حاجة موريتانيا لجيش مدرب وجاهز لحماية البلد، حيث قال: "لهذا، وفي سبيل تنفيذ مهمتي، أود أن أمارس قيادة تشاركية ذات وجه إنساني، فقوتنا تكمن في الإصغاء وتقدير المواقف من أجل فهم الحقائق على الأرض، ومراعاة جميع الظروف الكفيلة بالنجاح".
وبعيدا عن الفهم النمطي للقائد العسكري سيسعى ولد الرايس إلى إشراك القائد والجندي ومن بينها من مختلف الرتب في عملية بناء الجيش وحماية الحدود وصيانة الأمن وتثبيت المكتسبات، مشددا على أنه "كقائد أركان، أنا ملتزم بالقيادة التي تقدّر كل عضو في عائلتنا العسكرية العظيمة، والتي تعزز التواصل وتعتمد على تَعَاوُنِ الجميع وانسجامهم، وآمل أن يُعزّز هذا النهج تَمَاسِكَنَا وَالتَّقَةَ بَيْنَنَا، لِأَدَاءِ مهمتنا النبيلة على أكمل وجه، وأدعو كل واحدٍ مِنكُم إلى التحلي بالمسؤولية والشجاعة والصرامة والتصميم".
وبعيدا عن النظرة السلبية المتوارثة التي تسعى لترسيخ ثقافة الخشونة العسكرية وصواب رأي القائد مهما كان مخطئا، جاء خطاب ولد الرايس ليؤكد أن "فعالية الجيش تعتمد على مبادئ العدالة والإنصاف والاعتراف بالجدارة، وإنه على قناعة راسخة بأنه من الضروري تطبيق مبدأي العقوبة والمكافأة بكل صرامة ونزاهة"، وأضاف،" الجيش المحترم هو جيش يكافؤ فيه التفوق ويعترف فيه بالجهود وتصحح فيه العيوب بشكل عادل، حتى يظل مثالاً للنزاهة والعدالة والانضباط".
المختار ولد خيه