(وكالة الوئام- افتتاحية)/ لم يكد أي نظام سبق أن استلم السلطة في موريتانيا، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ينهي فترته دون أن يعد ساكنة نواكشوط بإنجاز الصرف الصحي وبناء الجسور وتوسيع الطرق وإنارتها... وقليل منهم من أنجز جزءا من تلك الوعود أو باشر إنجازها بشكل جدي ومتواصل حتى تصل النهاية ويستفيد منها الجميع.
أما أن يعلو سقف التوقعات ليصل حد الاستثمار في التعليم والصحة والماء الصالح للشرب والطرق العصرية التي تؤدي لانسيابية المرور وفك العزلة، فضلا عن الاهتمام الجدي بالشباب والرياضة والبيئة والنشاطات الجمعوية... فذلك ما لم يحدث على الإطلاق.
لكن رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وعد فوفى.
فبعد أن أسست خمسيته الأولى لبنى تحتية غير مسبوقة في تاريخ العاصمة، كالجسور في أماكن زحمة السير.. وأطلقت المدرسة الجمهورية وضاعفت منشآت التعليم العالي، ووضعت الحلول المستدامة لحل مشكل عطش العاصمة، وبنت العديد من الطرق التي احترمت معايير الجودة، وبوأت الشباب مكانته اللائقة، وأسست لنقاء البيئة من خلال التركيز على توفير الطاقة النظيفة، وأشركت المجتمع المدني في دورة التوعية والتشغيل والعمل الخيري... ها هي الخمسية الجديدة لفخامة الرئيس تشهد تشغيل الجسور، ووصول المدرسة الجمهورية منتصف طريقها بكل فاعلية، وتوفير الجو المناسب للتعليم العالي والبحث العلمي، وفرض احترام قانون السير بالتوازي مع توفير البنية التحتية العصرية في مجال النقل.
لقد وضع رئيس الجمهورية الشباب وتشغيله ورفاهه نصب عينيه خلال مأموريته الجارية، فأصبح ممثلا في دوائر صنع القرار، ومؤثرا في صناعة الرأي العام، ومستفيدا في ميدان العمل.
ولأن العاصمة نواكشوط تبدو متأخرة عن نظيراتها من عواصل دول المنطقة من حيث البنى التحتية والخدمات ذات الجودة وتقديم الخدمات، إرتأى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني اعتماد خطة مستعجلة أسماها "البرنامج الاستعجالي لعصرنة مدينة نواكشوط"، يشرف شخصيا على تنفيذها.
هذا المشروع الضخم خصص لإنجازه مبلغ 5.7 مليار أوقية جديدة على ألا تتجاوز مدة إنجازه 16 شهرا فقط، وهو وقت قياسي في عمر عصرنة المدن.
لم تكن خطة عصرنة مدينة نواكشوط مجرد وعد هلامي معقد ومستحيل التنزيل، بل إنها جاءت سهلة التصور عميقة الأثر، حيث تم توزيعها إلى ثمانية مكونات أساسية محددة الأهداف بشكل دقيق يسهل معه تصور كيف ستبدو العاصمة بعد تنفيذ الخطة، وكيف ستقفز نحو الهدف في الفترة المحددة.
لقد أحسن الرئيس الغزواني حينما خصص مبلغ خمسين مليار أوقية قديمة، لتمويل برنامج استعجالي لتطوير وعصرنة العاصمة نواكشوط، وتسهيل ظروف حياة سكانها، وزيادة جاذبيتها.. وكان موفقا عندما تعهد شخصيا بمتابعة التنفيذ، قطعا للطريق أمام التسويف والتأخير والتلاعب بخطة ينتظر الجميع نتائجها لإزالة عقدة التخلف، ويأمل من ورائها الاستفادة من خدمات طال انتظارها.
إن عصرنة مدينة نواكشوط تعتبر الإنجاز الذي عجزت عنه الأنظمة المتعاقبة وجسده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكالة الوئام الوطني للأنباء