نظم سفير الهند السيد ناريش كومار فى مقر إقامته بنواكشوط حفل عشاء فاخر بمناسبة الذكرى ال75 لعيد الجمهورية الهندي الذي يصادف السادس والعشرين من يناير كانون الثاني عندما تم اصدار الدستور الهندي في 26-1-1950.
حضر الحفل الى جانب سعادة السفير ،وزير العدل السيد محمد محمود ولد عبدالله ولد بيه والمستشارة هند بنت عينين والسفير محمد الحنشي ولد كتاب مدير العلاقات بوزارة الخارجية ونخبة من سفراء الدول الأجنبية والعربية بالاضافة الى الجالية الهندية المقيمة فى موريتانيا
سعادة السفير ألقى كلمة بالمناسبة قال فيها :
أصحاب المعالي والسعادة، أيها السيدات والسادة، الأصدقاء الأعزاء،
تحتفل الهند في 26 يناير من كل عام، بدخول دستورها حيز التنفيذ أي قبل 75 عامًا في عام 1950، مما يمثل تحول البلاد من مستعمرة بريطانية إلى جمهورية ذات سيادة.
ويمثل يوم الجمهورية احتفالًا بروح الهند الديمقراطية وتراثها الثقافي الغني، مما يلهم مواطنيها بالتمسك بالمبادئ المنصوص عليها في الدستور والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
-الهند واحدة من أقدم الحضارات في العالم، تتمتع بتنوع ثقافي غني يمتد لأكثر من 4000 عام، حيث شهدت اندماج العديد من العادات والتقاليد التي تعكس التراث الثقافي العريق للبلاد.
تاريخ الأمة يظهر عظمة تطورها - من دولة عانت تحت الاستعمار إلى واحدة من الاقتصادات الرائدة في العالم. وكان الحماس الوطني للشعب هو القوة الدافعة وراء هذا التطور، مما يغرس شعورًا بالفخر الوطني في قلوب الهنود داخل البلاد وخارجها.
على مدار 75 عامًا من الدستور، شهدت الهند تقدمًا شاملًا. في وقت الاستقلال، كانت البلاد تعاني من الفقر والجوع، لكن إيماننا بأنفسنا دفعنا لخلق الظروف المناسبة لتحقيق الازدهار للجميع. بفضل جهود مزارعينا وعمالنا، أصبحت الهند اليوم خامس أكبر اقتصاد في العالم وتؤثر على الاتجاهات الاقتصادية العالمية.
في السنوات الأخيرة، حافظ معدل النمو الاقتصادي على ارتفاعه المستمر، مما أتاح فرص عمل للشباب، ووفر دعمًا ماليًا للمزارعين والعمال، وساهم في الحد من الفقر. الإصلاحات الاقتصادية الجريئة ستحافظ على هذا الاتجاه في السنوات القادمة.
وضعت الحكومة الهندية الأولوية القصوى للشمول المالي والمبادرات الهادفة إلى تحسين حياة المواطنين عبر برامج دعم مالي متنوعة.
تمت إعادة تعريف مفهوم الرعاية الاجتماعية من خلال تنفيذ برامج تهدف إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجميع الفئات، بما في ذلك الفئات المحرومة والأقليات.
ركزت الحكومة على تطوير البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية، مما خلق منصة تدعم النمو على مدى العقود القادمة.
أحدثت الهند ثورة في التكنولوجيا المالية من خلال تقديم خيارات دفع رقمية مختلفة ونظام تحويل المزايا المباشرة، مما عزز الشمول المالي والشفافية.
يساهم الاستثمار المتزايد في التعليم في تحسين جودة النظام التعليمي، مما يعزز مكانة الهند في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
تحتل الهند الآن المرتبة السادسة عالميًا في تسجيل براءات الاختراع، كما شهدت تحسنًا مستمرًا في مؤشر الابتكار العالمي.
أصبحت الهند لاعبًا رئيسيًا في الأبحاث المتقدمة، مع مبادرات مثل المهمة الوطنية للفيزياء الكمية والأنظمة السيبرانية الفيزيائية المتعددة التخصصات.
واصلت منظمة البحوث الفضائية الهندية (ISRO) تحقيق إنجازات مهمة، وأصبحت الهند رابع دولة في العالم تمتلك قدرات متقدمة في تقنيات الفضاء.
في مجال الرياضة، حقق الرياضيون الهنود نجاحات باهرة، مثل فوز اللاعب دي. جوكيش بلقب بطل العالم في الشطرنج.
لعب الهنود في الخارج دورًا هامًا في نشر الثقافة الهندية وجعل الهند فخورة بإنجازاتهم في مختلف المجالات.
في عالم يواجه الصراعات، يبقى الالتزام بمبادئ غاندي في الحقيقة واللاعنف ذا صلة أكثر من أي وقت مضى.
تواصل الهند ريادتها في مواجهة التغير المناخي عبر مبادرات بيئية مثل "مهمة نمط الحياة البيئية" وحملة "شجرة واحدة من أجل الطبيعة الأم".
كانت سنة 2024 عامًا مميزًا في العلاقات الدبلوماسية بين الهند وموريتانيا، حيث شهدت أول زيارة رسمية لرئيس هندي إلى موريتانيا في أكتوبر 2024، ما يعكس اهتمام الهند بتعزيز العلاقات الثنائية.
تزامنت الزيارة مع رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي بعد انضمامه كعضو في مجموعة العشرين خلال رئاسة الهند في عام 2023.
ناقش الرئيس الهندي مع فخامة الرئيس الغزواني مجالات التعاون في قطاعات الزراعة والصحة وتقنية المعلومات والطاقة وغيرها، مما أدى إلى توقيع صفقة فوسفات بقيمة 2 مليار دولار بين مستثمرين هنود وموريتانيين.
رغم المسافة الجغرافية، فإن الأفلام الهندية شكلت جزءًا من الحياة الثقافية للموريتانيين، ومن المتوقع أن يعزز برنامج التبادل الثقافي العلاقة بين الشعبين.
نعرب عن خالص شكرنا لفخامة الرئيس الغزواني وحكومته على الدعم والضيافة المقدمة خلال زيارة الرئيس الهندي.
شكرًا لكم.
جاي هند! جاي بهارات!