السيد الوزير،
بداية، أود أن أرحب بكم، معالي وزير الداخلية، ترحيبًا يليق بمقامكم وبالجهود التي تبذلونها لترسيخ الديمقراطية وتعزيز الحياة السياسية في بلادنا.
ولا يمكننا الحديث عن حاضر ومستقبل العمل الديمقراطي في موريتانيا دون الإشادة بما قدمتموه في مسيرتكم الحافلة من إسهامات بارزة في ترسيخ دعائم الديمقراطية خلال الفترة الانتقالية الأولى، وما تقومون به اليوم لاستكمال هذا البناء من خلال الإصلاحات الجادة التي تعملون عليها، تطبيقا لرؤية رئيس الجمهورية المتكزة على الانفتاح والتهدئة، وتطوير الديمقراطية في البلاد.
السيد الوزير،
إن مشروع القانون المتعلق بالأحزاب السياسية الذي قدمتموه يحمل في طياته العديد من النقاط الجوهرية التي تسهم في معالجة الاختلالات السابقة، وترقية الحياة الحزبية نحو مزيد من الشفافية والديمقراطية.
وهنا أنوه ببعض النقاط التي اشتمل عليها وتعد جديرة بالتثمين:
1- حظر التجوال السياسي
و هذا الإجراء يعزز الالتزام الأخلاقي والسياسي للأعضاء المنتخبين، ويحمي مصداقية المؤسسات المنتخبة.
2- التداول الديمقراطي في قيادة الأحزاب:
وهذا الأمر يمثل نقلة نوعية نحو تعزيز الديمقراطية الداخلية، وضمان تجديد الدماء في الهيئات القيادية للأحزاب.
3- الاستقلالية عن التنظيمات الأخرى:
وهو ما شأنه أن يُكرس استقلالية العمل السياسي ويحول دون التأثير الخارجي على قرارات الأحزاب، مما يضمن وضوح توجهاتها وبرامجها.
4- حل الأحزاب غير النشطة:
وهذا البند يشجع الأحزاب على تعزيز حضورها في المشهد السياسي، ويضمن جدية التنافس الديمقراطي.
السيد الرئيس
زملائي النواب..
لا يخفى علينا أن هذه التعديلات، ستساهم في تحفيز الأحزاب على المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية، وتعزيز الديمقراطية الداخلية للأحزاب وضمان تداول القيادة، وتقوية القواعد الشعبية للأحزاب وترسيخ حضورها بين المواطنين، إضافة لخلق بيئة سياسية قائمة على الشفافية والالتزام المؤسسي.
السيد الوزير،
هذه التعديلات التي تقدمتم بها ليست مجرد خطوات إجرائية، بل هي تجسيد لرؤية متكاملة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لتطوير العمل السياسي في بلادنا، وهي تتطلب منا جميعًا -كممثلين للشعب- تقديم الدعم والمساندة، وكذلك الدعوة إلى تفاعل الأحزاب مع هذه الإصلاحات بشكل إيجابي ومسؤول.
ختامًا، أجدد شكري لكم ولطاقمكم على هذا العمل الجاد الذي يهدف إلى ترسيخ الديمقراطية، متمنين لكم التوفيق في مساعيكم النبيلة لخدمة وطننا العزيز.
أشكركم